اسم الکتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية الجزء : 5 صفحة : 24
( يوسف العاملي ـ المغرب ـ
.... )
تفسير ( لاَ
يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ ) :
س
: السلام على جميع العاملين في هذا المركز العظيم ، الذي نشر تعاليم آل محمّد
وعلومهم ، جعلهم الله شفعاؤكم يوم لا ينفع مال ولا بنون ، إلاّ من أتى الله بقلب
سليم ، وهكذا فإنّنا نبارك لكم حلول أيّام العيد الفطر السعيد ، جعله الله عليكم
خيراً وغفراناً من كُلّ ذنب.
لقد
أرسلتم لنا في شهر رمضان المبارك هذا العام كتاب جميل جدّاً : عقائد الإمامية
لكاتبه العلاّمة الشيخ محمّد رضا المظفّر ، فالشكر لكم على ما تخصصوه من العناية
والرعاية لأتباع هذا المذهب في كُلّ أنحاء العالم.
لكنّني
عندما قرأت هذا الكتاب الرائع استوقفتني جملة في ، وهي كالتالي : يقول العلاّمة :
كما لا يجوز لمن كان على غير طهارة أن يمسّ كلماته أو حروفه ( لاَ
يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ )[١] سواء كان محدثاً بالحدث الأكبر ، كالجنابة
والحيض والنفاس وشبهها ....
وبدوري
أتساءل : هل يصحّ أن نفسّر هذه الآية بدلالتها اللفظية الظاهرية؟ ونحن نعلم جميعاً
أنّ جلّ علماء الشيعة استدلّوا بهذه الآية على عمق علوم أهل البيت عليهمالسلام
فقالوا : إنّ تلك المعاني العميقة في القرآن لا يمكن لأحد غيرهم فهمها أو إدراكها؟
فكيف يمكن التوفيق بين ما جاء في هذا الكتاب وما قلناه نحن؟ لا تنسونا من خالص
الدعاء.
ج : لا مانع من دلالة الآية الشريفة على
المعنيين المذكورين بنظرتين مختلفتين في الرتبة ، فعندما ننظر إليها من زاوية
الأخذ بظاهر الألفاظ ، تعطينا حكماً فقهياً يمكننا الاستدلال عليه بهذه الآية ،
وحينما نريد أن نتأمّل فيها ونستنتج مفادها ، فسوف ترشدنا إلى حكم عقائدي في غاية
الأهمّية ، وهو : الإشارة إلى عظمة مرتبة أهل البيت عليهمالسلام
العلمية ، وقد جاء هذان التفسيران للآية في مصادر الفريقين ، فلاحظ.