اسم الکتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية الجزء : 5 صفحة : 156
نعم مع أهل البيت عليهمالسلام يختل الميزان ، وتظهر
جرأة النواصب ، وكأنّ أهل البيت ليسوا صحابة ، لقد جعلوا القرآن عضين ، يؤمنون
ببعض ويكفرون ببعض.
ما هي جريمة الحسين عليهالسلام؟!
إنّ جريمة الحسين عليهالسلام سيّد شباب أهل
الجنّة ، أنّه رفض بيعة يزيد لأنّه سلطان غاصب جائر ، وقد جعل رسول الله صلىاللهعليهوآله أفضل الجهاد أن
تعلن كلمة الحقّ أمامه وأمام أمثاله.
وقد أوحى الله تعالى لنبيه في حقّ
الحسين عليهالسلام
: « وإنّي قاتل سبعين ألفاً بابن ابنتك » ، فجعل الله تعالى الانتقام من إراقة دمه
الطاهر أشدّ من انتقامه عزّ وجلّ لقتل نبيّه يحيى عليهالسلام
، وهذه لا ينالها إلاّ صاحب حقّ ، وإلاّ فهل يدّعي الكاتب أنّ المخطئ الذي كان في
خروجه فساد عظيم يقارن بيحيى النبيّ عليهالسلام؟
وقد ردّ الحسين عليهالسلام على هذه الترهات
قبل أن يتفوّه بها مبغضوه ، فقد نقل ابن كثير في تاريخه : وكتب إليه عمرو بن سعيد
بن العاص نائب الحرمين : إنّي أسأل الله إن يلهمك رشدك ، وأن يصرفك عمّا يرديك ، بلغني
أنّك قد عزمت على الشخوص إلى العراق ، وإنّي أُعيذك الله من الشقاق ، فإنّك إن كنت
خائفاً فأقبل إليّ ، فلك عندي الأمان والبر والصلة.
فكتب إليه الحسين : « إن كنت أردت
بكتابك برّي وصلتي فجزيت خيراً في الدنيا والآخرة ، وإنّه لم يشاقق من دعا إلى
الله وعمل صالحاً ، وقال : إنّني من المسلمين » [١].
فكلام الإمام الحسين عليهالسلام : « لم يشاقق من
دعا إلى الله وعمل صالحاً ، وقال : إنّني من المسلمين » ، إنّما هو ردّ من الحسين
الصحابي عليهالسلام
على كلام الكاتب ، فهل يقبل به؟ لا أظنّ.