اسم الکتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية الجزء : 1 صفحة : 557
(حامد محل. العراق. ٣٦ سنة.
طالب علم)
للعقل
دور مهمّ في مسائلها :
السوال
: أرجو الردّ على إشكال أصل المعرفة ، فإثبات الخالق عند الإمامية بالعقل ، وعند
الأشاعرة بالنقل.
والدليل
العقلي على إثبات الخالق هو : دفع الضرر ، ولكن إمّا أن يكون النبيّ موجوداً أو
غير موجود ، فإذا كان موجوداً ، فنحن نتّبع النقل لا العقل ، وأمّا إذا كان غير
موجود ، فمن أين نعرف أنّ هناك خالقاً؟ وجزاكم الله خير الجزاء.
الجواب : إنّ الله سبحانه منح الإنسان
العقل ، وميّزه به عن البهائم والدواب بهذه المنحة ، وقد وصف القرآن الكريم من لا
يستفيد من عقله وفكره بأنّه شرّ الدواب ، قال تعالى : (إِنَّ
شَرَّ الدَّوَابَّ عِندَ اللهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ)[١]
، وفي العقل قدرة ذاتية منحه الله إياها في الوصول إلى معرفة وجود خالق للكون ، بل
حتّى له قدرة في بيان جملة من صفات هذا الخالق.
وعودة سريعة إلى قصّة ابن طفيل حي بن
يقظان تستطيع أن تستشفّ قدرة الإنسان المنعزل عن الوحي ، والاتصال بالأنبياء في
الوصول أو التيقّن من وجود خالق ومدبّر لهذا الكون ، وفي هذا المعنى يقول الإمام
الصادق عليهالسلام
في وصف العقل ودوره في الإلهيات : « إنّ أوّل الأُمور ومبدأها وقوّتها وعمارتها ،
التي لا ينتفع شيء إلاّ به ، العقل الذي جعله الله زينة لخلقه ونوراً لهم ،
فبالعقل عرف العباد خالقهم وأنّهم مخلوقون ، وأنّه المدبّر لهم ، وأنّهم المُدبرون
، وأنّه الباقي وهم الفانون ، واستدلّوا بعقولهم على ما رأوا من خلقه وسمائه وأرضه
، وشمسه وقمره ، وليله ونهاره ، وبأنَّ له ولهم خالقاً ومدبّراً لم يزل ولا يزول ،
وعرفوا به الحسن من القبيح ، وأنّ الظلمة في الجهل ، وأنَّ النور في العلم ، فهذا
ما دلّهم عليه العقل » [٢].