اسم الکتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية الجزء : 1 صفحة : 556
الصفات الخبرية أشبه
بالألغاز ، إذ لو كان امرارها على الله تعالى بنفس معانيها الحقيقية ، لوجب أن
تكون الكيفية محفوظة حتّى يكون الاستعمال حقيقيّاً ، لأنّ الواضع إنّما وضع هذه
الألفاظ على تلك المعاني التي قوامها بنفس كيفيّتها ، فاستعمالها في المعاني
الحقيقية وإثبات معانيها على الله سبحانه بلا كيفية ، أشبه بكون حيوان أسداً حقيقة
، ولكن بلا ذنب ولا مخلب ولا ناب ولا ....
وباختصار : قولهم : إنّ لله يداً حقيقة
لكن لا كالأيدي ، كلام يناقض ذيله صدره ، فاليد الحقيقية عبارة عن العضو الذي له
تلك الكيفية المعلومة ، وحذف الكيفية حذف لحقيقتها ولا يجتمعان.
أضف إلى ذلك أنّه ليس في النصوص من
الكتاب والسنّة من هذه البلكفة أي بلا كيف عين ولا أثر ، وإنّما هو شيء اخترعته
الأفكار للتذرّع به في مقام ردّ الخصوم على تهجّمهم عليهم بتهمة التجسيم ، ولذلك
يقول العلاّمة الزمخشري :
وأمّا معنى الآية : إن مشيئة العبد
تتفرّع على مشيئة الله تعالى ، وإعمال سلطنته ، والاستثناء من النفي يفيد أنّ
مشيئة العبد متوقّفة في وجودها على مشيته تعالى ، ومشيته تعالى لم تتعلّق بأفعال
العباد ، وإنّما تتعلّق بمبادئها ، كالحياة والقدرة وما شاكلهما.
وبطبيعة الحال أنّ المشيئة للعبد إنّما
تتصوّر في فرض وجود تلك المبادئ بمشيئة الله سبحانه ، وأمّا في فرض عدمها بعدم
مشيئة الباري فلا تتصوّر ، لأنّها لا يمكن أن توجد من دون وجود ما تتفرّع عليه ،
والآية الكريمة إنّما تشير إلى هذا المعنى.