اسم الکتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية الجزء : 1 صفحة : 374
وغيرهما ، فهم لم
يتعصّبوا إلاّ للحقّ ، ولم يكتبوا إلاّ للتاريخ.
وقالت الدكتورة بنت الشاطئ : ربما عرض
لنا آخر الأمر أن نسأل : متى ظهرت سكينة في المجتمع طليقة متحرّرة ، وشاركت في
التاريخ الأدبي بعصرها؟
الأخبار التي بين أيدينا تشير إلى أنّها
ظهرت لأوّل مرّة في موسم الحجّ سنة ٦٠ هـ ، حين صحبت أباها رضياللهعنه في هجرته من
المدينة إلى مكّة ، وقد كانت إذ ذاك في ربيعها الثاني عشر ، أو الثالث عشر ، وغير
بعيد أن تكون لفتت إليها الأنظار بنضرة صباها ، وحيوية مرحها ، وبهاء طلعتها ، ولكن
مهابة أبيها الإمام الحسين كافية وحدها لأن تلجم ألسنة الشعراء عن التغنّي باسمها
في قصائد الغزل ، فهل ترى حلّت عقدة لسانهم بعد عودتها إلى المدينة إثر فاجعة
كربلاء؟!
المؤرّخون يقرّون أنّ المدينة كانت في
مأتم عام لسيّد الشهداء ، وأنّ أُمّها الرباب قد أمضت عاماً بأكمله حادّة حزينة
حتّى لحقت بزوجها الشهيد.
وإنّ أُمّ البنين بنت حزام بن خالد
العامرية ، زوج الإمام علي بن أبي طالب ، كانت تخرج إلى البقيع كلّ يوم ، فتبكي
أبناءها الأربعة ، أعمام سكينة ، الذين استشهدوا مع أخيهم الحسين في كربلاء : عبد
الله ، وجعفر ، وعثمان ، والعباس بني علي بن أبي طالب (كرّم الله وجهه) ، فتلبث
نهارها هناك تندب بنيها أشجى ندبة وأحرقها ، فيجتمع الناس إليها يسمعون منها ، فكان
مروان يجيء فيمن يجيء لذلك ، فلا يزال يسمع ندبتها ويبكي.
فهل ترى كان يحدث هذا ، وسكينة تعقد
مجالس الغناء في دارها ، وتواعد عمر الصورين ذات ليلة ، استجابةً لرغبة نسوة
شاقهنّ مجلس ابن أبي ربيعة؟!
هل كان مروان بن الحكم يسمع أُمّ البنين
تندب أعمام سكينة فيبكي لها ، وسكينة تبكي بدموع ذوارف على الخدين والجلباب ،
لفراق عمر بن أبي
اسم الکتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية الجزء : 1 صفحة : 374