اسم الکتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية الجزء : 1 صفحة : 343
الجواب : إنّ من تذكرين من بني أُمية ، وبني
العباس ، وغيرهما لهم تواريخ تشهد بها كتب التاريخ والسير ، فلو تابعتِ كلّ واحدٍ
منهما لوجدتي الحكم عليهم بنفسكِ ، وسيكون قراركِ موفّقاً في هذا الشأن.
إنّ أية شخصية تاريخية سيكون موقفنا
منها من خلال موقف تلك الشخصية من أهل البيت عليهمالسلام
، وسأوقفكِ على قاعدة عامّة تستطيعين من خلالها تقييم الشخصيات التاريخية :
نحن الشيعة نقول بخلافة علي بن أبي طالب
عليهالسلام
، وذلك لنصّ النبيّ صلىاللهعليهوآله
عليه يوم الغدير ، وغيره من المواضع ، فقال : « من كنت مولاه فهذا علي مولاه
» ، ومن خلال نصوص كثيرة تثبت ولاية وخلافة الإمام علي عليهالسلام ، كما أنّنا نقول :
بأنّ الخلافة بالنصّ وليست بالشورى والإجماع ، كما يدّعي غيرنا.
هكذا تسلسل الإمامة والخلافة في علي
وأولاده عليهمالسلام
من الأئمّة الاثني عشر ، وكلّ من تجاوز هؤلاء الأئمّة يعدّ ظالماً وغاصباً مهما
بلغ غايته من العدل والشجاعة وأمثالهما.
فخلفاء بني أُمية ، وأمثالهم من بني
العباس يعدّون غاصبين لأهل البيت عليهمالسلام
، وهم ليسوا شرعيين مع وجود الأئمّة ، فعمر بن عبد العزيز كان يعيش في حياة الإمام
زين العابدين عليهالسلام
، وهارون الرشيد كان يعيش في زمن الإمام موسى الكاظم عليهالسلام
، وهكذا يعدّ كلّ واحد منهما غاصباً للخلافة التي نصّ عليها رسول الله صلىاللهعليهوآله.
نعم ، يمكن أن يكون لعمر بن عبد العزيز
خصوصية رفع السبّ والشتم عن علي عليهالسلام
، بعد أن جعلوه بنو أُمية سنّة ، وهذا موقف جيّد ورائع ، إلاّ أنّه لا يزال يعدّ
غاصباً لمنصب أهل البيت عليهمالسلام
الشرعي.
أمّا هارون الرشيد ، فرواياتنا نحن
الشيعة متّفقة ومتواترة على قتله للإمام موسى الكاظم عليهالسلام
، وقد دسّ له السمّ ، بعد أن سجنه أربعة عشر عاماً ظلماً وعدواناً ، ولاحق من خلال
ذلك شيعة أهل البيت عليهمالسلام
، فقتل منهم ، وسجن
اسم الکتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية الجزء : 1 صفحة : 343