اسم الکتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية الجزء : 1 صفحة : 228
عبد الله بن زيد ،
فقد قيل : إنّه استشهد بأُحد ، وقيل بعد ذلك بيسير »؟[١].
فإذاً تبطل الرواية من الأصل لأنّها
رويت بعد موت عبد الله بن زيد وهذا لا يمكن قبوله ، ودليل على وضع الرواية وبطلان
كلّ ما يبنى عليها ، واستند إليها.
وقال ابن حجر : « وفي الحلية في ترجمة
عمر بن عبد العزيز بسند صحيح عن عبد الله العمري قال : دخلت ابنة عبد الله بن زيد
بن ثعلبة على عمر بن عبد العزيز فقالت : أنا ابنة عبد الله بن زيد شهد أبي بدراً ،
وقتل بأُحد! فقال : سليني ما شئت ، فأعطاها » [٢].
فإذاً مع إيمان ابن حجر العسقلاني بأنّ
عبد الله بن زيد استشهد بأُحد ، وعليه تكون الروايات المروية عن رؤيا الأذان
منقطعة ، ولكنّنا مع ذلك نجده يستدلّ برؤيته على شرعية الأذان.
فانظر إلى الأمانة العلمية والتقوى التي
يحملها ابن حجر وغيره من أقطاب المذهب السنّي!!
والصحيح أنّ الأذان شرّعه النبيّ صلىاللهعليهوآله بأمر الله تعالى ، وقد
وردت بذلك روايات عديدة من طرق أهل السنّة ، وهي صحيحة السند أيضاً ، فقد أخرج
الحاكم بسنده عن سفيان بن الليل قال : « لمّا كان من أمر الحسن بن علي ومعاوية ما
كان ، قدمت عليه المدينة وهو جالس في أصحابه ، فذكر الحديث بطوله قال : فتذاكرنا
عنده الأذان ، فقال بعضنا : إنّما كان بدء الأذان رؤيا عبد الله بن زيد بن عاصم!
فقال له الحسن بن علي : « إنّ
شأن الأذان أعظم من ذاك ؛ أذّن جبرائيل عليهالسلام في السماء مثنى مثنى
، وعلّمه رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وأقام مرّة مرّة ،
فعلَّمه رسول الله صلىاللهعليهوآله
» ، فأذّن الحسن حين ولي » [٣].