اسم الکتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية الجزء : 1 صفحة : 226
النبيّ صلىاللهعليهوآله سمعه فوق سبع
سماوات وهو أقوى من الوحي ، فلماذا تأخّر الأمر بالأذان عن فرض الصلاة ، وأراد
إعلامهم بالوقت رأى الصحابي المنام فقصّه ، فوافق ما كان صلىاللهعليهوآله سمعه فقال : إنّها
لرؤيا حقّ ، وعلم حينئذ أنّ مراد الله بما أراه في السماء أن يكون سنّة في الأرض ،
وتقوّى ذلك بموافقة عمر ، لأنّ السكينة تنطق على لسانه ، والحكمة أيضاً في إعلام
الناس به على غير لسانه صلىاللهعليهوآله
التنويه بقدره ، والرفع لذكره بلسان غيره ليكون أقوى لأمره ، وأفخر لشأنه » [١].
وفي كلامه تكلّفات كثيرة نشير إليها
تباعاً.
١ ـ إقراره بأنّ الأذان سمعه النبيّ صلىاللهعليهوآله سواء كان في معراجه
الأوّل أو الثاني ، وهذا ما نقرّه ونصحّحه لما سيأتي ، لكنّه تعلّل بأنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله لم يخبر به إلاّ
بعد رؤية عبد الله بن زيد وتأييده برؤية عمر الذي تنطق السكينة على لسانه.
إلاّ أنّ هذا الكلام باطل ؛ لأنّ
الروايات تذكر أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله
بقي حائراً في كيفية إعلام الناس بالصلاة ، واقترح عليه الصحابة عدّة اقتراحات
كوضع راية أو ناقوس أو استخدام شعار النصارى والنبيّ صلىاللهعليهوآله
لم يقبل ذلك ، وبقي حائراً ، فإذا كان النبيّ قد سمع الأذان من فوق سبع سماوات فلا
معنى للحيرة حينئذ ، بل بنفسه يشرّع لهم الأذان الذي سمعه في السماوات بلا تردّد ،
وعدم الحاجة إلى رؤية زيد وتأييد عمر!!
وإذا كان النبيّ صلىاللهعليهوآله أقدم على الفعل بعد
تأييده برؤية زيد وعمر ، فهذا يعني تشكيك النبيّ صلىاللهعليهوآله
فيما سمعه من الأذان في السماء ، وهذا باطل لأنّه يلزم منه خلاف ما فرضه السهيلي
من الجزم برؤيته في السماء السابعة.
٢ ـ إنّ الرواية التي صحّحها السهيلي
واردة بلفظ أنّ ملكاً من السماء علّم النبيّ صلىاللهعليهوآله
الأذان كما علّمه الصلاة ، ومن الواضح إنّ تعليم النبيّ صلىاللهعليهوآله من الله تعالى حتّى
يعلّم أُمّته ، والنبيّ صلىاللهعليهوآله
قد فعل ذلك ، فقد علَّم أُمّته الصلاة ، فإذاً لابدّ أن يعلّمهم الأذان ، وإلاّ
كان قد أخفى عليهم ما كان عليه تعليمهم ، وهذا
اسم الکتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية الجزء : 1 صفحة : 226