اسم الکتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية الجزء : 1 صفحة : 203
الثاني : مضمون هذا الحديث يصطدم مع
دلالة عشرات الأحاديث والأخبار التي تصرّح وتشير إلى إيمان أبي طالب عليهالسلام ، وبهذا تسقط
دلالته عن الحجّية لأجل التعارض المذكور.
وبالجملة : فالحديث المذكور هو من وضع
النواصب ، يظهرون به حقدهم للنيل من شخصية الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام ، فلو كان أبو طالب
عليهالسلام
أباً لأحد خلفاء الجور لم تثار حوله هذه التهم والأكاذيب.
والذي نرويه في أبي طالب : أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله قال على جنازته : «
وصلت رحماً
وجزيت خيراً يا عم ، فلقد ربّيت ، وكفلت صغيراً ، ونصرت وأزرت كبيراً » [١] ، وتألّم كثيراً على موته.
وروي عن الإمام الصادق عليهالسلام أنّه قال : « يا يونس ما يقول الناس
في إيمان أبي طالب »؟ قلت : جعلت فداك
يقولون : هو في ضحضاح من نار يغلي منها أُمّ رأسه ، فقال : « كذب أعداء الله ، أنّ
أبا طالب من رفقاء النبيّين والصدّيقين والشهداء والصالحين وحسن أُولئك رفيقا
» [٢].
وروي عن أمير المؤمنين عليهالسلام أنّه كان جالساً في
الرحبة ، والناس حوله ، فقام إليه رجل فقال له : يا أمير المؤمنين إنّك بالمكان
الذي أنزلك الله ، وأبوك معذّب في النار ، فقال له : « مه ، فضَّ الله فاك ،
والذي بعث محمّداً بالحقّ نبيّاً ، لو شفع أبي في كلّ مذنب على وجه الأرض لشفّعه
الله ، أبي معذّب في النار وابنه قسيم الجنّة والنار ، والذي بعث محمّداً بالحقّ
إنّ نور أبي طالب يوم القيامة ليطفئ أنوار الخلائق إلاّ خمسة أنوار ، نور محمّد
ونور فاطمة ، ونور الحسن والحسين ، ونور ولده من الأئمّة ، إنّ نوره من نورنا ،
خلقه الله من قبل خلق آدم بألفي عام
» [٣].
وروي عن الإمام الصادق عليهالسلام قيل له : إنّ الناس
يزعمون أنّ أبا طالب في