اسم الکتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية الجزء : 1 صفحة : 187
« أدعوه » ، قالت
أُمّ الفضل : يا رسول الله ندعو لك العباس ، قال : « أدعوه
» ، فلمّا اجتمعوا رفع رأسه ، فلم ير علياً فسكت.
فقال عمر : قوموا عن رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فجاء بلال يؤذّنه
بالصلاة ، فقال : « مروا
أبا بكر يصلّي بالناس » ، فقالت عائشة : إنّ
أبا بكر رجل حصر ، ومتى لا يراك الناس يبكون ، فلو أمرت عمر يصلّي بالناس ، فخرج
أبو بكر فصلّى بالناس ، ووجد النبيّ صلىاللهعليهوآله
من نفسه خفّة ، فخرج يهادى بين رجلين ، ورجلاه تخطّان في الأرض ... ومات في مرضه
ذاك عليهالسلام
» [١].
فهذا النصّ للحديث يدلّ قطعاً على حال
قوله صلىاللهعليهوآله
لهن : « إنّكن صواحب يوسف » ، فطلبه صلىاللهعليهوآله
علياً ، وعدم طاعته في ذلك ، وأنّ كلّ واحدة منهن أرادت ما تحبّ وتريد ، لا ما
يريده رسول الله صلىاللهعليهوآله
، أي كلّ واحدة أرادت لنفسها ما أرادت الأُخرى ، وهذا ما صدر من صواحب يوسف.
أمّا ما أوّله أكثرهم من أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله أراد صاحبة يوسف لا
الصواحب ، وكذلك قال : « إنّكن
» وأراد عائشة ، فهو تحريف واضح ، وخلاف
للظاهر ، بل يشهد على بطلانه شاهد واضح ، وهو قول حفصة لعائشة بعد هذا القول من
النبيّ : والله ما كنت لأصيبَ منك خيراً.
وقال نفس هؤلاء المؤوّلين : لعلّها
تذكّرت من عائشة أيضاً مسألة المغافير ، فهذا القول ألا يعني شمولها بقول النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وهل فهمت حفصة
منه الإلحاح البريء من الطلب؟ أم التظاهر وطلب الفضل والاختصاص بخلاف إرادة الرسول
الأعظم صلىاللهعليهوآله
وصرفه عنها إلى ما يُرِدن.
٣ ـ إنكاره صلىاللهعليهوآله لتلك الصلاة ، والاهتمام
ببيان ذلك بوسائل متعدّدة على ما كان يعانيه صلىاللهعليهوآله
من ثقل ومرض ، فمرّة يسمع عمر يصلّي فيقول : « فأين أبو بكر؟ يأبى الله ذلك والمسلمون
» ، ومرّة يسمع أبا بكر يصلّي ، فيخرج يهادى
[١] مسند أحمد ١ /
٣٥٦ ، سنن ابن ماجة ١ / ٣٩١ ، شرح معاني الآثار ١ / ٤٠٥ ، المعجم الكبير ١٢ / ٨٩ ،
تاريخ مدينة دمشق ٨ / ١٨.
اسم الکتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية الجزء : 1 صفحة : 187