اسم الکتاب : موسوعة الأسئلة العقائديّة المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية الجزء : 1 صفحة : 116
على أنّا لو سلّمنا صحّة الحادثة ، فإنّ
ذلك يمكن أن يكون من باب طروء الشبهة ، على كون استحقاقه بعض بيت المال اعتماداً
على اجتهاده ، لقوله لابن الزبير على فرض صحّة الرواية : « وأمّا حملي المال ،
فإنّه كان مالاً جبيناه ، وأعطينا كلّ ذي حقٍّ حقّه ، وبقيت بقية هي دون حقّنا في
كتاب الله ، فأخذنا بحقّنا ... » [١].
فقوله : « هي دون حقّنا في كتاب الله » مشعر
بأنّ ابن عباس قد اعتمد في اجتهاده على آية في كتاب الله ، استظهر منها صحّة حمل
ما بقي من بيت المال ، ولعلّه قد تاب بعد تنبيه أمير المؤمنين عليهالسلام له.
ثانياً : إنّه ثبت صحّة قوله بإمامة
أمير المؤمنين عليهالسلام
، إلاّ أنّه لم يثبت بعد ذلك قوله بإمامة الحسن ، وإمامة الحسين ، وإمامة علي بن
الحسين عليهمالسلام
وقد أدركهم ، وهذا طعن في إيمانه ، وصحّة اعتقاده.
وفيه : إنّ التسالم على قوله بإمامة
أمير المؤمنين عليهالسلام
وأتباعه بلغ إجماع الفريقين ، فلا مجال للتشكيك فيه ، أمّا قوله بإمامة الحسن عليهالسلام ، فإنّ الأربلي في
« كشف الغمّة » نقل عن أبي مخنف ، بإسناده عن ابن إسحاق السبيعي وغيره قالوا :
« خطب الحسن بن علي عليهماالسلام صبيحة الليلة التي
قبض فيها أمير المؤمنين عليهالسلام
... ثمّ جلس ، فقام عبد الله بن عباس ما بين يديه فقال : معاشر الناس ، هذا ابن
نبيّكم ، ووصيّ إمامكم فبايعوه.
ثمّ قال الراوي : فرتب العمّال ، وأمّر
الأمراء ، وأنفذ عبد الله بن عباس إلى البصرة ، ونظر في الأُمور ... » [٢].
وهذا دليل على قوله بإمامة الحسن عليهالسلام ، وعلى هذا يترتّب
قوله بإمامة الحسين عليهالسلام
، وإمامة علي بن الحسين عليهماالسلام
لعدم وجود الدليل النافي على قوله