اسم الکتاب : معالم الإصلاح عند أهل البيت عليهم السلام المؤلف : الكعبي، علي موسى الجزء : 1 صفحة : 99
السبل ، ويؤخذ به للضعيف من القوي ، حتى يستريح
به برّ ، ويستراح من فاجر »[١].
وتعد المرجئة من الفرق التي نشأت في
أحشاء السلطة ، والإرجاء هو التأخير ، وهم يؤخّرون العمل عن الإيمان ،
ويقولون إنّ الإيمان معرفة بالقلب وتصديق باللسان ، ولا يضرّ معه ذنب ، كما
أنّهم أرجأوا الحكم في مرتكب الكبيرة إلى الله تعالى ، ورجوا الثواب لأهل
المعاصي ، لقولهم : لا تضرّ مع الإيمان معصية [٢].
وروّج الطغاة الأمويون البغاة لفكرة
الارجاء ، سيما معاوية بن أبي سفيان وأصحابه ، ليبرّروا عبثهم بأحكام الدين
، وتعطيل كتاب الله وسنّة نبيّه ، واستباحة حرمات المؤمنين واستبدادهم
بحقوقهم ، وهم مع كلّ ذلك مؤمنون لا يضرّ بإيمانهم شيء ، ولا ينقص في
إيمانهم عمل !!
ومن هنا وقف الأئمة عليهمالسلام بوجه هذا الفكر
الهدام بكل حزم وصلابة.
ومن ردود الإمام الصادق عليهالسلام على المرجئة : « عن
ابن أبي نجران ، عمن ذكره ، عن أبي عبد الله عليهالسلام
قال : قلت له : قوم يعملون بالمعاصي ويقولون نرجو ، فلا يزالون كذلك حتى يأتيهم الموت. فقال : هؤلاء
قوم يترجحون في الأماني ، كذبوا ، ليسوا براجين ، إن من رجا شيئاً طلبه ، ومن خاف من شيء هرب منه » [٣].