اسم الکتاب : معالم الإصلاح عند أهل البيت عليهم السلام المؤلف : الكعبي، علي موسى الجزء : 1 صفحة : 100
وعن محمد بن حفص بن خارجة قال : « سمعت
أبا عبد الله عليهالسلام
يقول ، وسأله رجل عن قول المرجئة في الكفر والإيمان ، وقال : إنهم يحتجون
علينا ويقولون : كما أن الكافر عندنا هو الكافر عند الله ، فكذلك نجد
المؤمن إذا أقرّ بإيمانه أنه عند الله مؤمن.
فقال عليهالسلام
: سبحان
الله ! وكيف يستوي هذان ، والكفر إقرار من العبد ، فلا يكلّف بعد إقراره
ببينة ، والإيمان دعوى لا يجوز إلّا ببينة ، وبينته عمله ونيته ،
فإذا اتفقا فالعبد عند الله مؤمن ، والكفر موجود بكلّ جهة من هذه الجهات
الثلاث ؛ من نية أو قول أو عمل ، والأحكام تجري على القول والعمل ، فما
أكثر من يشهد له المؤمنون بالإيمان ، ويجري عليه أحكام المؤمنين ، وهو عند
الله كافر ! وقد أصاب من أجرى عليه أحكام المؤمنين بظاهر قوله وعمله » [١].
وللإمام الرضا عليهالسلام مناظرات وأحاديث
كثيرة في الرد على الواقفة ، وهم الذين وقفوا على الإمام الكاظم عليهالسلام
بسبب بعض النوازع المادية ، حيث تجمعت لديهم أموال طائلة من الحقوق المالية في وقتٍ كان فيه الإمام عليهالسلام
في سجن الرشيد ، فطمعوا فيها وادعوا بعد شهادة الإمام عليهالسلام أنه حيّ لم يمت ، وأصبح الوقف فيما بعد تياراً فكرياً يتبناه بعض من لم تترسخ لديه مبادئ العقيدة الحقة ، فيقف عند بعض الأئمة عليهمالسلام ، وكان الواقفة من أشد الناس عناداً للحق ، ورغم ذلك استطاع الإمام الرضا عليهالسلام