هناك الكثير من الأخبار التي تدلّ على
أن أهل البيت عليهالسلام
كانوا يتابعون بدقة ما يجري على الساحة الفكرية ، ويتحركون على كل
الاتجاهات المضادة والأفكار المنحرفة والشبهات التي تنطلق هنا وهناك في
مواجهة الفكر الإسلامي الأصيل ، فيتصدّون لها بالحجة البالغة والاسلوب
العلمي والجدل الموضوعي.
مثال ذلك ما نقله ابن شهرآشوب عن أبي
القاسم الكوفي في كتاب التبديل : أن الكندي ، كان فيلسوف العراق في زمانه ،
أخذ في تأليف تناقض القرآن ، وشغل نفسه بذلك ، وتفرّد به في منزله ، فسلّط
الإمام العسكري عليهالسلام
عليه أحد طلابه بكلامٍ قاله له ، مما جعله يتوب ويحرق أوراقه.
وملخص الفكرة التي أبداها الإمام عليهالسلام
للتلميذ ، هي
احتمال أن يكون المراد بالآيات القرآنية غير المعاني التي فهمها وذهب إليها
، باعتبار أن اللغة العربية مرنة متحركة ، فقد يفهم بعض الناس الكلام على
أنه الحقيقة وهو من المجاز ، وقد يفهم أن المراد هو المعنى اللغوي والمقصود
هو المعنى الكنائي.
وطلب الإمام عليهالسلام من تلميذ الكندي أن
يتلطّف في مؤانسة استاذه