اسم الکتاب : معالم الإصلاح عند أهل البيت عليهم السلام المؤلف : الكعبي، علي موسى الجزء : 1 صفحة : 139
أولاده بالسيوف ، وشتموه
ولعنوه ، فلمّا ظفر بهم رفع السيف عنهم ، ونادى مناديه في أقطار العسكر :
ألا لا يتبع مولٍ ، ولا يجهز على جريح ، ولا يقتل مستأسر ، ومن ألقى سلاحه
فهو آمن ، ومن تحيّز إلى عسكر الإمام فهو آمن. ولم يأخذ أثقالهم ، ولا سبى
ذراريهم ، ولا غنم شيئاً من أموالهم ، ولو شاء أن يفعل كلّ ذلك لفعل ،
ولكنّه أبى إلّا الصفح والعفو ، وتقيّل سنة رسول الله صلىاللهعليهوآله
يوم فتح مكة ، فإنه عفا والأحقاد لم تبرد ، والإساءة لم تنسَ » [١].
وعن عبد الله بن جندب ، عن أبيه : أن
علياً عليهالسلام
كان يأمرنا في كلّ موطن لقينا معه عدوه ، فيقول : «
لا تقاتلوا القوم حتى يبدءوكم ، فهي حجة أخرى لكم عليهم ، فإذا قاتلتموهم
فهزمتموهم فلا تقتلوا مدبراً ، ولا تجهزوا على جريح ، ولا تكشفوا عورة ،
ولا تمثلوا بقتيل ، فإذا وصلتم إلى رحال القوم فلا تهتكوا ستراً ، ولا
تدخلوا داراً إلّا بإذن ، ولا تأخذوا شيئاً من أموالهم إلّا
ما وجدتم في عسكرهم ، ولا تهيجوا امرأة ، وإن شتمن أعراضكم ، وتناولن
أُمراءكم وصلحاءكم »[٢]. وقد صارت سيرته الحربية مع أهل القبلة
أحكاماً عند جميع فقهاء المسلمين وما كانت تعرف لولاه عليهالسلام.
ولم يكن عليهالسلام
يستعمل في حربه إلّا ما وافق الكتاب والسنة ، ولا يميل إلى استعمال المكيدة والبطش كما هو شأن أعدائه.