اسم الکتاب : معالم الإصلاح عند أهل البيت عليهم السلام المؤلف : الكعبي، علي موسى الجزء : 1 صفحة : 138
العمى والضلال اختياراً له ، فريضة على
العارفين.
إنّ الله يرضى عمن أرضاه ، ويسخط على من عصاه.
وإنا قد هممنا بالمسير إلى هؤلاء القوم الذين عملوا في عباد الله بغير ما
أنزل الله ، واستأثروا بالفيء ، وعطّلوا الحدود ، وأماتوا الحق ، وأظهروا
في الأرض الفساد ، واتخذوا الفاسقين وليجة من دون المؤمنين ، فإذا وليّ لله
أعْظَمَ أحداثهم أبغضوه وأقصوه وحرموه ، وإذا ظالم ساعدهم على ظلمهم
أحبّوه وأدنوه وبرّوه ، فقد أصرّوا على الظلم ، وأجمعوا على الخلاف.
وقديماً ما صدّوا عن الحقّ ، وتعاونوا على الإثم وكانوا ظالمين.
فإذا أتيت بكتابي هذا فاستخلف على عملك أوثق
أصحابك في نفسك ، وأقبل إلينا لعلك تلقى هذا العدو المحلّ ، فتأمر بالمعروف
وتنهى عن المنكر ، وتجامع الحقّ وتباين الباطل ، فإنّه لا غناء بنا ولا بك
عن أجر الجهاد... وكتب عبد الله بن أبي رافع سنة سبع وثلاثين »[١].
٢ ـ مراسلات أمير المؤمنين عليهالسلام مع أعدائه الذين
حاربوه واحتجاجاته عليهم ووصاياه إلى جنده ، تكشف عن حلمه وصفحه وحرصه على حقن دماء المسلمين ، وأنه تقيّل سنّة رسول الله صلىاللهعليهوآله في سيرته الحربية مع أعدائه ، بدافع إصلاح سنن الجهاد التي اندثرت بتمادي السنين.
قال ابن أبي الحديد : « وحاربه أهل
البصرة وضربوا وجهه ووجوه