اسم الکتاب : معالم الإصلاح عند أهل البيت عليهم السلام المؤلف : الكعبي، علي موسى الجزء : 1 صفحة : 131
المسلمين في اليوم
الثاني من البيعة.
روى الكلبي مروية مرفوعة إلى أبي صالح ،
عن ابن عباس رضياللهعنه
: « أن علياً عليهالسلام
خطب في اليوم الثاني من بيعته بالمدينة ، فقال : ألا
إن كل قطيعة أقطعها عثمان ، وكل مال أعطاه من مال الله ، فهو مردود في بيت
المال ، فإن الحق القديم لا يبطله شيء ، ولو وجدته وقد تزوج به النساء ،
وفرق في البلدان ، لرددته إلى حاله ، فإن في العدل سعة ، ومن ضاق عنه الحق
فالجور عليه أضيق » [١].
قال الكلبي : « فبلغ ذلك عمرو بن العاص
، وكان بأيلة من أرض الشام ، أتاها حيث وثب الناس على عثمان ، فنزلها فكتب
إلى معاوية : ما كنت صانعاً فاصنع ، إذ قشرك ابن أبي طالب من كل مال تملكه
كما تقشر عن العصا لحاها » [٢].
وخلال حكومته عليهالسلام لم يكن يستأثر بشيء
من الفيء ، ولا يخصّ به حميماً ولا قريباً [٣]
، وكان يقول عليهالسلام
: «
والله لأن أبيت على حسك السعدان مسهّداً ، وأجرّ في الأغلال مصفّداً ،
أحبُّ إليّ من أن ألقى الله ورسوله يوم القيامة ظالماً لبعض العباد ،
وغاصباً لشيء من الحطام. وكيف أظلم أحداً لنفس يسرع إلى البلى قفولها ،
ويطول في الثرى حلولها ؟!