اسم الکتاب : معالم الإصلاح عند أهل البيت عليهم السلام المؤلف : الكعبي، علي موسى الجزء : 1 صفحة : 108
مع أبي يوسف يعقوب
بن إبراهيم الأنصاري ومحمد بن يوسف الشيباني ، تجري مجرى الحجج العقلية
المقنعة المستندة إلى الكتاب والسنة ، لرد هذا التيار المدمر ، كما أن
للإمام الصادق عليهالسلام
في هذا المضمون رسالة وجهها إلى أصحاب الرأي والقياس [١]
، ومن مناظراته وكلماته الناصحة بالتخلي عن هذه القواعد في الأحكام ، ما رواه الشيخ الطبرسي عن أبي عبد الله عليهالسلام
أنه قال لأبي حنيفة : « أيما أعظم عند الله ، القتل أو الزنا ؟
قال : بل القتل. فقال عليهالسلام
: فكيف
رضي في القتل بشاهدين ، ولم يرضَ في الزنا إلّا بأربعة ؟! ثم قال له : الصلاة
أفضل أم الصيام ؟ قال : بل الصلاة
أفضل. قال عليهالسلام
: فيجب
على قياس قولك على الحائض قضاء ما فاتها من الصلاة في حال حيضها دون الصيام ، وقد أوجب الله عليها قضاء الصوم دون الصلاة.
ثم قال له : البول
أقذر أم المني ؟ فقال : البول أقذر.
فقال : يجب
على قياسك أن يجب الغسل من البول دون المني ، وقد أوجب الله تعالى الغسل من المني دون البول.
ـ إلى أن قال عليهالسلام ـ : تزعم أنك
تفتي بكتاب الله ولست ممن ورثه ، وتزعم أنك صاحب قياس وأول من قاس إبليس ،
ولم يبنَ دين الله على القياس ، وزعمت أنك صاحب رأي ، وكان الرأي من
الرسولصلىاللهعليهوآله
صواباً ومن غيره خطأً ، لأن الله تعالى قال : (
فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللهُ )[٢] ولم يقل ذلك