اسم الکتاب : مصادر الوحي وأنواعه في القرآن الكريم المؤلف : الأعرجي، ستار جبر حمّود الجزء : 1 صفحة : 71
واحد ، وتشترك في معنى التهييج وشِدة الإزعاج.
قال الشيخ الطوسي : « «تَوءُزُّهُمْ أَزّاً» ، أي : تزعجهم ازعاجاً ، والأزّ : الازعاج إلى الأمر » [١].
سادسا ـ مراتب التأثير الشيطاني
من خلال ظواهر الآيات التي صورت صور الوحي الشيطاني التي سبق بحثها نجد أن كل شكل منها اختص بطائفة من العباد ، وأن بعضها كان عاما سُلِّط على العباد عموما ، فالوسوسة لم يُخَصَّص تأثير الشيطان فيها على طائفة دون أخرى من العباد ، وإنّما هي أمر يقع للجميع حتى للأنبياء : ، قال تعالى : «فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُرِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا» [٢].
أمّا النّزْغُ فإنّه يكون في الأنبياء : ، وإنّ الشيطان لا يتجاوزه إلى أشدّ وأكثر منه ، قال تعالى : « إِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّه ... » [٣] وقوله تعالى في يوسف وإخوته : « بَعْدِ أَن نَّزَغَ الشَّيْطَانُ بَينِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي .. » [٤].
وأمّا المسّ بالطائف فيكون في المؤمنين من الناس ، قال تعالى : « .. الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم
[١] التبيان ٧ : ١٤٩ ونحوه في مجمع البيان ٦ : ٤٥٠. [٢] سورة الأعراف : ٧ / ٢٠. [٣] سورة الأعراف : ٧ / ٢٠٠. [٤] سورة يوسف : ١٢ / ١٠٠.
اسم الکتاب : مصادر الوحي وأنواعه في القرآن الكريم المؤلف : الأعرجي، ستار جبر حمّود الجزء : 1 صفحة : 71