اسم الکتاب : مصادر الوحي وأنواعه في القرآن الكريم المؤلف : الأعرجي، ستار جبر حمّود الجزء : 1 صفحة : 212
الحقيقي منه تعالى إلى الأرض : فقد ذهب مجاهد وعبداللّه بن مسعود وتابعهما الخليل الفراهيدي إلى أن الوحي لها كان بالأمر [١] أي : أنه تعالى أمر الأرض بالزلزال أمرا مباشرا.
وعبر عنه ابن عباس بأنه تعالى أذِنَ لها بالتحديث [٢]. وقال سفيان الثوري : أعلَمَها بذلك [٣]. وقال آخرون : بأن الوحي لها هنا تعبير عن التسخير ، فأوحى لها : سَخَّرها [٤].
ويستفيد الشريف الرضي من كونه تعالى قال : «أَوْحَى لَهَا» وليس (إليها) بأن هذا الوحي لم يكن مباشرة منه تعالى إلى الأرض وإنّما كان بواسطة يراها متمثلة في الملائكة ، فمعنى الآية عنده : أنه تعالى : (أوحى إلى ملائكته بأن يُظهِروا فيها تلك الأشراط ويُحْدِثُوا فيها تلك الأعلام) [٥].
أما الزمخشري : فإنّه يرى أن (الوحي) في الآية تعبير مجازي ، وأنه تعالى إنما يُحدِثُ تلك الأحداث (الزلزلة) التي يستدل منها الرائي لها بأن ما يراه هو بِوَحي منه تعالى [٦].
[١] انظر : على التوالي : جامع البيان ٣٠ : ١٧١ ، والتبيان ١٠ : ٣٩٤ ، والعين ٣ : ٣٢٠. [٢] انظر : جامع أحكام القرآن / القرطبي ٢٠ : ١٤٩. [٣] انظر : جامع البيان / الطبري ٣٠ : ١٧١. [٤] انظر : جامع أحكام القرآن ٢٠ : ١٤٩. [٥] تلخيص البيان في مجازات القرآن : ٢٨٢. [٦] الكشاف ٤ : ٢٧٦.
اسم الکتاب : مصادر الوحي وأنواعه في القرآن الكريم المؤلف : الأعرجي، ستار جبر حمّود الجزء : 1 صفحة : 212