responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مصادر الوحي وأنواعه في القرآن الكريم المؤلف : الأعرجي، ستار جبر حمّود    الجزء : 1  صفحة : 147

وواضح أن الإشارة إلى هذه الحالة بين الملك والرسول تحمل بين طياتها إشارة إلى مرتبتين مختلفتين يتنزل من إحداهما إلى الأخرى ، وهذا المعنى يفهم منه الشيخ مصطفى عبد الرزاق أن فيه دلالة من خلال ظاهر لفظه على : أنه يمثل صورة مادية للملك ونزوله [١]. ويكاد هذا المعنى يتأكد في الوصف القرآني لهذه العملية مرتبطا بالمصدر المؤكد لفظيا ، قال تعالى : « ... وَنُزِّلَ الْمَلاَئِكَةُ تَنزِيلاً » [٢]. وقد عبر عن إرسال الملائكة إلى البشر بإنزالهم في مواضع عديدة مما يتأكد معه اقتران هذا المعنى بما يكون من صلة الإلقاء والتلقي بين الملك والنبي ، قال تعالى : « ... يُنَزِّلُ الْمَلاَئِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ... » [٣] ، وقال تعالى : « وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلاَئِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى ... » [٤]. فظاهر الآيات دال على مرتبتين مختلفتين عليا وسفلى ، يتم النزول من الأولى إلى الثانية ، وفي مرتبة العلو نكاد نرصد احتمالات عديدة تمثل معنى الإنزال من خلال الآيات في ذلك وهذه الاحتمالات هي :

١ ـ أن يكون النزول من اللّه تعالى ، وهو العالي العلي المطلق ، ينزل الوحي والتشريع إلى أنبيائه كما ينزل الملائكة ، قال تعالى : «إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ» [٥] ، وقال تعالى : «مَا نُنَزِّلُ الْمَلاَئِكَةَ إِلاَّ


[١] الدين والوحي والإسلام / مصطفى عبد الرزاق : ٥٥.

[٢] سورة الفرقان : ٢٥ / ٢٥.

[٣] سورة النحل : ١٦ / ٢.

[٤] سورة الأنعام : ٦ / ١١١.

[٥] سورة الحجر : ١٥ / ٩.

اسم الکتاب : مصادر الوحي وأنواعه في القرآن الكريم المؤلف : الأعرجي، ستار جبر حمّود    الجزء : 1  صفحة : 147
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست