وهذه الإشارات التي تضمنت ذكر مواجهة الملائكة للأنبياء أو غيرهم لم تخصص أو تبين المراد بالملائكة بل اكتفت بالتعميم غالبا إلاّ ما كان من التعبير بالروح القدس المؤيد به عيسى 7 بقوله تعالى : « وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ... » [٣] والذي أشارت آيات أخرى إلى أنه نزل بالقرآن الكريم على النبي 9.
والمراد به جبرئيل 7 ، وقال به الشيخ الطوسي والطبرسي وعلّلا تسميته تعالى له بالروح أنه كان بتكوين اللّه له روحا من عنده من غير ولادة والد له فسماه بذلك روحا ... [٤].
رابعا ـ المبادئ العامة للوحي النبوي العام
من كل ما مرّ من البحث في الوحي الإلهي إلى الأنبياء عموما يمكن استخلاص جملة نقاط تمثل مبادئ عامة تطبع الوحي النبوي بطابعها ومنها :
١ ـ أنه لا وحي ولا نبوة بدون الغيب الإلهي المصدر ، فلا علم لنبي بالغيب قبل نبوته ولابعدها إلاّ من خلال الوحي. وإن علم النبي يكون باصطفائه من بين الناس عموما ليطلع عليه قال تعالى : « عَالِمُ الْغَيْبِ
[١] سورة مريم : ١٩ / ١٧. [٢] سورة آل عمران : ٣ / ٤٢. [٣] سورة البقرة : ٢ / ٨٧. [٤] انظر : التبيان ٢ : ٣٠٤ ، والكشاف ١ : ٦٥٣.
اسم الکتاب : مصادر الوحي وأنواعه في القرآن الكريم المؤلف : الأعرجي، ستار جبر حمّود الجزء : 1 صفحة : 141