وقال المازري :
القائل بأنه ولي القشيري وكثير ، وقال الشعبي : هو نبي معمر محجوب عن أكثر الناس ،
وحكى الماوردي فيه قولا ثالثا أنه ملك.
والقائلون بأنه
نبي اختلفوا في كونه مرسلا ، فإن قلت : يضعف القول بنبوته لحديث : لا نبي بعدي ،
قلت : المعنى لا نبوة منشأها بعدي ، وإلا لزم في عيسى حين ينزل فإنه بعده أيضا ،
انتهى.
وقال الثعلبي : قد
اختلف فقيل : كان في زمن إبراهيم عليهالسلام ، وقيل : بعده بقليل وقيل : بعده بكثير ، وحكايات اجتماعهم
به في مواضع الخير وأخذهم منه وسؤالهم له وجوابه لهم لا تحصى كثرة ، وشذ بعض
المحدثين فأنكر حياته ، انتهى.
الحديث
الثاني : صحيح بل سند آخر
للسابق.
وفيه ذم لأحمد بن
محمد بن خالد البرقي ، وكان من أفاخم المحدثين وثقاتهم ، وله تصانيف كثيرة مشهورة
لم يبق منها إلا كتاب المحاسن ، وقال الشيخ والنجاشي : أصله كوفي وكان جده محمد بن
علي حبسه يوسف بن عمرو والي العراق بعد قتل زيد ابن علي ، ثم قتله ، وكان خالد
صغير السن فهرب مع أبيه عبد الرحمن إلى برق رود قم فأقاموا بها ، وكان ثقة في نفسه
غير أنه أكثر الرواية عن الضعفاء واعتمد المراسيل ، وقال ابن الغضائري : طعن عليه
القميون وليس الطعن فيه وإنما الطعن فيمن يروي عنه فإنه كان لا يبالي عمن أخذ على
طريقة أهل الأخبار ، وكان أحمد ابن محمد بن عيسى أبعده عن قم ثم أعاده إليها
واعتذر إليه ، قال : ووجدت كتابا فيه وساطة بين أحمد بن محمد بن عيسى وأحمد بن
محمد بن خالد ، ولما توفي مشى أحمد بن محمد ابن عيسى في جنازته حافيا حاسرا ليبرئ
نفسه مما قذفه به ، وعندي أن روايته مقبولة.
وذكره الشيخ في
أصحاب الجواد والهادي عليهماالسلام ، وعاش بعد الحسن العسكري عليهالسلام أربع عشر سنة ، وقيل : عشرين سنة ، وقال ابن إدريس في
السرائر : البرقي
اسم الکتاب : مرآة العقول المؤلف : العلامة المجلسي الجزء : 6 صفحة : 207