responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مرآة العقول المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 5  صفحة : 255

.................................................................................................

______________________________________________________

وإلى ما رواه السيد الجليل الرضي فخار بن معد الموسوي في كتاب إيمان أبي طالب عن شيخه محمد بن إدريس الحلي رحمه‌الله بإسناده عن عرفطة قال : وردت الأبطح يوما وقد أجدبت الصحراء وأخلقت الأنواء [١] وإذا قريش حلق قد ارتفعت لهم ضوضاء [٢] فقائل يقول : استجيروا باللات والعزى وقائل يقول : بل استجيروا بمناة الثالثة الأخرى ، فقام رجل من جملتهم يقال له ورقة بن نوفل عم خديجة بنت خويلد فقال : فيكم بقية إبراهيم وسلالة إسماعيل فقالوا : كأنك عنيت أبا طالب ، قال :

إنه ذلك فقاموا إليه بأجمعهم وقمت معهم فقالوا : يا أبا طالب قد أقحط الواد وأجدب العباد ، فهلم فاستق لنا ، فقال : رويدكم دلوك الشمس وهبوب الريح ، فلما زاغت الشمس أو كادت وافى أبو طالب قد خرج وحوله أغيلمة من بني عبد المطلب وفي وسطهم غلام أيفع منهم كأنه شمس دجى تجلت عنه غمامة قتماء [٣] فجاء حتى أسند ظهره إلى الكعبة في مستجارها ، ولاذ بإصبعه وبصبصت الأغيلمة حوله [٤] وما في السماء قزعة [٥] فأقبل السحاب من هيهنا ومن هيهنا حتى كث ولف وأسحم واقتحم وأرعد وأبرق ، وانفجر له الوادي ، فلذلك قال أبو طالب يمدح النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم « وأبيض يستسقي الغمام بوجهه » إلى آخر الأبيات.

وقد أوردت خبرا طويلا في الكتاب الكبير بأسانيد إن الناس استسقوا النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في جدب عرض لهم ، فدعا النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فأرخت السماء عزاليها [٦] وتبرم الناس من كثرة المطر ، فضحك النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقال : لله در أبي طالب لو كان حيا لقرت عيناه ، من ينشدنا قوله؟ فقام عمر بن الخطاب فقال : عسى أردت يا رسول الله :

وما حملت من ناقة فوق ظهرها

أبر وأوفى ذمة من محمد


[١] الأنواء جمع النوء : النبات والبقل.

[٢] الضوضاء : أصوات الناس في الازدحام.

[٣] القتماء : الشديدة السواد.

[٤] بصبص فلان : تملّق.

[٥] القزعة : القطعة من السحاب.

[٦] كناية عن شدّة وقع المطر.

اسم الکتاب : مرآة العقول المؤلف : العلامة المجلسي    الجزء : 5  صفحة : 255
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست