اسم الکتاب : مرآة العقول المؤلف : العلامة المجلسي الجزء : 11 صفحة : 14
كما ينماث الملح
في الماء.
٢ ـ عدة من
أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن بعض أصحابه ، عن الحسين بن حازم ، عن حسين
بن عمر بن يزيد ، عن أبيه قال سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول من اتهم أخاه في دينه فلاحرمة بينهما ومن عامل أخاه
بمثل ما عامل به
عليه التهمة كهمزة
أي ما يتهم عليه ، فاتهم هو فهو متهم وتهيم ، وفي المصباح : اتهمت بكذا ظننته به
فهو تهيم ، واتهمته في قوله شككت في صدقه ، والاسم التهمة وزان رطبة والسكون لغة
حكاها الفارابي ، وأصل التاء واو ، وقال : ماث الشيء موثا من باب قال ويميث ميتا من باب باع لغة : ذاب في
الماء ، وماثه غيره من باب قال ، يتعدى ولا يتعدى ، وماثت الأرض لأنت وسهلت ، وفي
القاموس : ماث موثا وموثانا محركة خلطه ودافه فانماث انمياثا ، انتهى.
وكان المراد هنا
بالتهمة أن يقول فيه ما ليس فيه مما يوجب شينه ، ويحتمل أن يشمل سوء الظن أيضا ، ومن
في قوله « من قلبه » إما بمعنى في كما في قوله تعالى : «
إِذا
نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ »
[١] أو ضمن فيه معنى الذهاب أو الزوال ونحوه ، ويحتمل التعليل
لأن ذلك بسبب فساد قلبه ، وقيل : إنما قال كذلك للتنبيه على فساد قلبه حتى أنه
ينافي الإيمان ويوجب فساده.
الحديث
الثاني : مرسل مجهول.
وقوله : في دينه ، يحتمل تعلقه بالأخوة أو بالتهمة والأول أظهر كما مر ، وعلى
الثاني التهمة بترك شيء من الفرائض أو ارتكاب شيء من المحارم ، لأن الإتيان
بالفرائض والاجتناب عن المحارم من الدين كما أن القول الحق والتصديق به من الدين «
فلا حرمة بينهما » أي حرمة الإيمان ،
كناية عن سلبه ، والحاصل أنه انقطعت علاقة الأخوة وزالت الرابطة الدينية بينهما ، في
القاموس : الحرمة بالضم وبضمتين وكهمزة ما لا يحل انتهاكه ، والذمة والمهابة
والنصيب « وَمَنْ يُعَظِّمْ