وهناك عشرات الروايات وفيها من الصحيح الذي لا شبهة في سنده تؤكّد بصريح العبارة عصمة أهل البيت عليهمالسلام جميعاً ابتداء من رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم وانتهاءً بالإمام الثاني عشر المهدي عليهالسلام ، ويمكن جعلها هي الأُخرى دليلاً على عصمة الأنبياء عليهمالسلام ؛ لأنّ الكلام في العصمة واحد.
المبحث الثاني
العصمة المطلقة في أدلّة العقول
انفرد الإمامية دون غيرهم من المذاهب الإسلامية الأخرى بالقول بالعصمة المطلقة للأنبياء عليهمالسلام ، واستدلّوا على ذلك بجملة من الأدلّة العقلية وهي باختصار :
الدليل الأوّل ـ دلالة المعجز وانتفاء البعثة مع عدم العصمة المطلقة
لو لم يكن الأنبياء معصومين لانتفت فائدة البعثة واللاّزم باطل فالملزوم مثله ، بيان الملازمة : أنّه إذا جازت المعصية عليهم لم يحصل الوثوق بصحة قولهم بجواز الكذب حينئذٍ عليهم ، وإذا لم يحصل الوثوق لم يحصل الانقياد لأمرهم ونهيهم فتنتفي فائدة بعثهم وهو محال [٢].
وإلى هذا الوجه يرجع من استدل على العصمة من الذنوب بأنه ينافي
[١] الخصال : ٣٩٩ / ١٠٨ باب السبعة. [٢] النافع في شرح الباب الحادي عشر / المقداد السيوري : ٦٣ ، وسبقه إلى هذا الاستدلال المحقّق نصير الدين الطوسي في تجريد الاعتقاد ، والعلاّمة الحلّي في شرحه ، راجع : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد / العلاّمة الحلّي : ٣٧٦.