عزّوجلّ سلطاناً فزعم أنّ طاعته طاعة اللّه ومعصيته معصية اللّه ، وكذب ، لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ، لا طاعة لمن عصى اللّه ، إنّما الطاعة للّه ولرسوله ولولاة الأمر الذين قرنهم اللّه بنفسه ونبيّه فقال : « أَطِيعُوا اللّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ » [١].
لأنّ اللّه إنّما أمر بطاعة رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلملأنّه معصوم مطهّر لا يأمر بمعصية اللّه ، وإنّما أمر بطاعة أولي الأمر لأنّهم معصومون مطهرّون لا يأمرون بمعصية اللّه » [٢].
وفي هذا دلالة واضحة على ضرورة كون الرسول أو النبي والإمام معصوماً كي تجب طاعته ومتابعته لأنّه الهادي إلى الحقّ.
الحديث الثاني : عن أبي ذر الغفاري رحمهالله قال : سمعت رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : « خلقت أنا وعلي بن أبي طالب من نور واحد ، نسبّح اللّه تعالى عند العرش قبل أن يخلق آدم بألفي عام ، فلمّا أن خلق اللّه آدم عليهالسلام جعل ذلك النور في صلبه ، فلم يزل ينقلنا اللّه عزّوجلّ من أصلاب طاهرة إلى أرحام مطهّرة حتّى انتهى إلى عبد المطّلب فقسمنا نصفين ، فجعلني في صلب عبد اللّه وجعل عليّاً في صلب أبي طالب » [٣].
وهذا الحديث ، وإن لم يرد فيه لفظ العصمة صراحة ، لكن متنه كافِ في الدلالة على العصمة للأنبياء والأئمّة عليهمالسلام وعلى طهارتهم وليس أدلّ
[١] سورة النساء : ٤ / ٥٩. [٢] كتاب سليم بن قيس : ٤٠٥ ، وعلل الشرائع / الشيخ الصدوق : ٥٢ ، والخصال / له أيضاً ١ : ٦٨. [٣] البرهان في تفسير القرآن / السيد هاشم البحراني ٢ : ١٩٢.