responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : طرف من الأنباء والمناقب المؤلف : السيد بن طاووس    الجزء : 1  صفحة : 550

قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا عليّ ما أنت صانع لو تأمر القوم عليك من بعدي ، وتقدّموك وبعثوا إليك طاغيتهم يدعوك إلى البيعة ، ثمّ لبّبت بثوبك ، وتقاد كما يقاد الشارد من الإبل مرموما مخذولا محزونا مهموما

مرّ ما يتعلّق بظلم القوم لأمير المؤمنين عليه‌السلام وغصبهم الخلافة في الطّرفة الرابعة عشر ، عند قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « يا عليّ توفي ... على الصبر منك والكظم لغيظك على ذهاب حقّك » وفي الطّرفة السادسة والعشرين ، عند قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « فقد أجمع القوم على ظلمكم » ، كما مرّ أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أخبره بأسمائهم وحلاّهم ، وفي مناقب ابن شهرآشوب ( ج ٣ ؛ ٢٠٣ ) عن أبي جعفر ، عن أبيه عليه‌السلام قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لعليّ عليه‌السلام : كيف بك يا عليّ إذا ولّوها من بعدي فلانا؟ قال : هذا سيفي أحول بينهم وبينها ، قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : وتكون صابرا محتسبا فهو خير لك منها ، قال عليّ عليه‌السلام : فإذا كان خيرا لي فأصبر وأحتسب ، ثمّ ذكر فلانا وفلانا كذلك ....

كلّ هذا قد مرّ فيما تقدّم ، كما تقدّم أنّ بيعتهم ضلالة ، وأنّهم كانوا يخطّطون لقتل عليّ في السقيفة ، وعند صلاة الفجر ، ويوم الشورى ، وسنذكر هنا جرّهم لعليّ عليه‌السلام بالرّمّة ـ أي الحبل ـ وسوقهم إيّاه سوقا عنيفا ، وقودهم إيّاه عليه‌السلام كما يقاد الجمل المخشوش.

ففي شرح النهج ( ج ١٥ ؛ ١٨٦ ) من كتاب لمعاوية بن أبي سفيان إلى عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، يقول في جملته : لقد حسدت أبا بكر والتويت عليه ، ورمت إفساد أمره ، وقعدت في بيتك ، واستغويت عصابة من الناس حتّى تأخّروا عن بيعته ، ثمّ كرهت خلافة عمر وحسدته ، واستطلت مدّته ، وسررت بقتله ، وأظهرت الشماتة بمصابه ، حتّى إنّك حاولت قتل ولده لأنّه قتل قاتل أبيه ، ثمّ لم تكن أشدّ منك حسدا لابن عمك عثمان ، ... وما من هؤلاء إلاّ من بغيت عليه ، وتلكّأت في بيعته ، حتّى حملت إليه قهرا ، تساق بخزائم الاقتسار كما يساق الفحل المخشوش ....

وجواب عليّ عليه‌السلام لهذا الكتاب في نهج البلاغة ( ج ٣ ؛ ٣٠ ـ ٣٥ ) ، حيث افتخر عليه‌السلام بما وقع عليه من الظلم ، وعدّ ذلك مفخرة لا منقصة ، فقال في جوابه : وقلت أنّي كنت أقاد كما يقاد الجمل المخشوش حتّى أبايع ، ولعمر الله لقد أردت أن تذمّ فمدحت ، وأن تفضح

اسم الکتاب : طرف من الأنباء والمناقب المؤلف : السيد بن طاووس    الجزء : 1  صفحة : 550
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست