responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سبيل المستبصرين المؤلف : الحسيني، السيد صلاح الدين    الجزء : 1  صفحة : 432

الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كما أثبتنا لك في بحث اغتيال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وكذلك قاموا بعزل أهل بيت النبوّة والرحمة ، واغتالوهم وقتلوهم ، فإنّه من السهل عليهم اغتيال سنّة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وطمسها وحرقها ، ومنع المسلمين من تدوينها والجهر بها.

هذا المنع من تدوين السنّة ، ومحاولة اغتيالها ، خطّطوا ورسموا له في وقت مبّكر ، أثناء وجود رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بينهم ، إذاً ، فأمر محاربة السنّة النبويّة ، ومنع تدوينها ، وعدم الاعتراف بها ، كان مدبّراً مسبقاً من قبل عدد من الصحابة حتّى أثناء وجود رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بينهم في المدينة المنورة.

روى الحاكم في المستدرك ، عن عبد الله بن عمرو ، قال : كنت أكتب كلّ شيء أسمعه من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، وأريد حفظه ، فنهتني قريش وقالوا : تكتب كلّ شيء تسمعه من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم بشر يتكلّم في الرضا والغضب قال : فأمسكت فذكرت ذلك لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : « أكتب ، والذي نفسي بيده ما خرج منّي إلا حقّ » وأشار بيده إلى فمه [١].

وأخرجه أبو داود في ، السنن عن مسدد وأبي بكر بن أبي شيبة بسندهما عن عبد الله بن عمرو ، إلا أنّه قال : « ما يخرج منه إلا حقّ » [٢].

كما أنّهم أعلنوا ذلك صراحة وعلناً قبل وفاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بأيّام ، عندما دعاهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ليكتب لهم كتاباً لن يضلّوا بعده أبداً ، فقالوا : حسبنا كتاب الله. وهذا معناه أنّهم لا يريدون السنّة النبويّة.

وروى البخاري في صحيحه ، حدّثنا قتيبة ، حدّثنا سفيان ، عن سليمان ، الأحول ، عن سعيد بن جبير قال : قال ابن عبّاس : يوم الخميس وما يوم الخميس ،


[١] المستدرك ١ : ١٠٥ ـ ١٠٦.

[٢] سنن أبي داود ٢ : ١٧٦.

اسم الکتاب : سبيل المستبصرين المؤلف : الحسيني، السيد صلاح الدين    الجزء : 1  صفحة : 432
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست