responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حياة الإمام محمّد الباقر عليه السلام دراسة وتحليل المؤلف : باقر شريف القرشي    الجزء : 1  صفحة : 77

الخيانة والغدر

وخان أهل الكوفة بزيد وغدروا به بعد ما عاهدوا الله على نصرته والذب عنه فقد اسلموه عند الوثبة ، وتركوه مع القلة من اصحابه في ميدان الجهاد ، ولما رأى زيد تخاذلهم راح يقول :

« فعلوها حسينية ».

لقد غدروا به كما غدروا بجده الحسين من قبل ، وايقن زيد بفشل ثورته ، واستبان له ان لا ذمة لأهل الكوفة ، ولا وفاء لهم ، وقد خاض مع اصحابه الحرب في شوارع الكوفة وازقتها ، وابلى في المعركة بلاء حسنا ، وما رأى الناس قط فارسا اشجع منه [٤٨].

فى ذمة الخلود

وأبدى زيد من البسالة والبطولة ما يفوق حد الوصف ، فقد اخذ يلاحق الجيوش وينزل بها أفدح الخسائر ، ولم يستطع الجيش الاموي أن يصمد أمام الضربات المتلاحقة التي يصبها عليهم زيد ، وكان يحمل عليهم ويتمثل بقول الشاعر :

أذل الحياة وعز الممات

وكلا أراه طعاما وبيلا

فان كان لا بد من واحد

فسيري الى الموت سيرا جميلا

لقد آثر زيد عز الممات على ذل الحياة كما أثر ذلك آباؤه فلم يخضع للذل والعبودية ومات عزيزا تحت ظلال السيوف والرماح.

ولما جنح الليل رمي زيد بسهم غادر فأصاب جبهته [٤٩] ووصل الى


[٤٨] انساب الاشراف ٣ / ٢٠٢.

[٤٩] يراجع في تفصيل الحادث المؤلم الى زيد الشهيد للمقرم ، وثورة زيد بن علي لناجي حسن ، والى عقائد الزيدية للمؤلف.

اسم الکتاب : حياة الإمام محمّد الباقر عليه السلام دراسة وتحليل المؤلف : باقر شريف القرشي    الجزء : 1  صفحة : 77
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست