اسم الکتاب : حياة الإمام محمّد الباقر عليه السلام دراسة وتحليل المؤلف : باقر شريف القرشي الجزء : 1 صفحة : 343
عادلا غيرهم من الناس طرا
بهم لاهمام بي لاهمام
لم ابع ديني المساوم بالوك
س ولا مغليا من السوام
وعبر بهذه الابيات عن اصدق الولاء لبني هاشم ، فقد اخلص للبعيد الذي يخلص لهم وعادى القريب الذي يعاديهم ، وكان ذلك منتهى الايمان ، ولما بلغ الكميت الى قوله :
قال له الامام : قل : « فقد أغرق نزعا ولا تطيش سهامي » التفت الكميت الى النكتة في ذلك ، فقال للإمام : أنت أشعر مني في هذا المعنى ، ولما فرغ الكميت من انشاد رائعته توجه الامام نحو الكعبة ، واخذ يدعو له قائلا :
« اللهم ارحم الكميت ، واغفر له. »
وكرر الدعاء بالمغفرة له ثلاث مرات ، ثم قال له : يا كميت هذه مائة الف قد جمعتها لك من أهل بيتي ، فابى الكميت من قبولها ، واعتذر بأنه يطلب المكافأة من الله تعالى ، وطلب من الامام (ع) أن يتكرم عليه بقميص من قمصه ، فاعطاه ذلك [٣١].
وخرج الكميت من الامام فقصد عبد الله بن الحسن فانشده رائعته فاعجب بها عبد الله وقال له :
[٣٠] النزع : جذب الوتر بالسهم ، الاغراق في النزع : مثل يضرب للغلو والافراط ، فقوله : فما اغرق نزعا لا يناسب المقام لان معناه انه لا يبالغ في محبة أهل البيت (ع) مع أن المناسب المبالغة فيها فلهذا غير الامام الشعر من النفي الى الايجاب. [٣١] اعيان الشيعة ١ / ٤ / ٥١٥ ـ ٥١٦.
اسم الکتاب : حياة الإمام محمّد الباقر عليه السلام دراسة وتحليل المؤلف : باقر شريف القرشي الجزء : 1 صفحة : 343