اسم الکتاب : حياة الإمام محمّد الباقر عليه السلام دراسة وتحليل المؤلف : باقر شريف القرشي الجزء : 1 صفحة : 291
عرضت لك شهوة أو ارتكاب ذنب سارعت إليه ، وأقدمت بجهلك عليه ، فارتكبته كأنك لست بعين الله أو كأن الله ليس لك بالمرصاد!!!
يا طالب الجنة ما أطول نومك ، وأكل مطيتك ، وأوهى همتك فلله أنت من طالب ومطلوب ، ويا هاربا من النار ما أحث مطيتك إليها ، وما اكسبك لما يوقعك فيها!!!
انظروا الى هذه القبور سطورا بافناء الدور ، تدانوا في خططهم ، وقربوا في مزارهم ، وبعدوا في لقائهم ، عمروا فخربوا ، وانسوا فأوحشوا وسكنوا فأزعجوا ، وقنطوا فرحلوا ، فمن سمع بدان بعيد وشاحط [٣٧٨] قريب وعامر مخرب ، وآنس موحش ، وساكن مزعج ، وقاطن مرحل غير أهل القبور!!!
يا ابن الأيام الثلاثة : يومك الذي ولدت فيه ، ويومك الذي تنزل فيه قبرك ، ويومك الذي تخرج فيه الى ربك ، فيا له من يوم عظيم يا ذوي الهيئة المعجبة والهيم المعطنة [٣٧٩] مالي ارى اجسامكم عامرة ، وقلوبكم دامرة اما والله لو عاينتم ما أنتم ملاقوه ، وما أنتم إليه صائرون لقلتم : ( يا لَيْتَنا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآياتِ رَبِّنا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ )[٣٨٠] قال جل من قائل : ( بَلْ بَدا لَهُمْ ما كانُوا يُخْفُونَ ) .. ( وَلَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ )[٣٨١] » [٣٨٢].
[٣٧٨] الشاحط : البعيد. [٣٧٩] الهيم : الأبل العطاش ، العاطنة : الأبل التي رويت ثم بركت. [٣٨٠] سورة الانعام : آية ٢٧. [٣٨١] سورة الانعام : آية ٢٨. [٣٨٢] تحف العقول ( ص ٢٩١ ـ ٢٩٢ ).
اسم الکتاب : حياة الإمام محمّد الباقر عليه السلام دراسة وتحليل المؤلف : باقر شريف القرشي الجزء : 1 صفحة : 291