على خليفتك بعدك فكأنك ما بلغت شيئا مما أرسلت به ، يعنى اذا لم تبلغ ما أمرك الله به ، اذا لم تعيّن الامام فكل ما بلغته من الشرائع والاحكام أعدام ، ولذا لا يقبل الله عملا بدون الولاية ، وهي الدعامة التي يستقر الايمان الا عليها.
ومنذ عرف الرسول صلىاللهعليهوآله أنه قد أزف [١] رحيله من الدنيا لم يجد بداً من امتثال أمره تعالى لإكمال الدين واتمام الرسالة ؛ وأداء واجب الوظيفة ورفع المسئولية فجمع المسلمين في غدير خم عند منصرفهم من حجة الوداع وكان الجمع ينيف او ينوف على الالوف ، فنص في على عليّ عليهالسلام وقال : من كنت مولاه فهذا على مولاه ، ويعنى هذا بالواضح المكشوف ان الولاية التي كانت لي من الله هي لعليّ فلا ويقوم بها من بعدي عملا ، وبعد أن انهى النبي صلىاللهعليهوآله تلك الخطبة البليغة [٢] دخل المسلمون بأجمعهم على عليّ عليهالسلام وسلموا عليه بامرة المؤمنين وفيهم من قال له : بخ بخ لك يا على أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة ، ونظّم شاعر الاسلام وشاعر النبي صلىاللهعليهوآله حسان تلك الواقعة بصورتها الصحيحة في أبيات مشهورة اولها :