responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جنّة المأوى المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 44

براهين التوحيد ودلائل الصنعة ، وأسرار الخليقة ، وأنوار الحقيقة وتهذيب النفس ، وسياسة المدن ، وحكمة التشريع والعظات البليغة ؛ والحجج الدامغة ، وانارة العقول ، وطهارة النفوس ، بينا تراه يفيض بينابيع الحكمة النظرية والعملية ويرهق على توحيد الصانع ويغرق في وصف الملائكة والمجردات بياناً ، ويمثل لك الجنة والنار عياناً كفيلسوف الهي ، وملاك روحي اذاً به يعطيك قوانين الحرب وسوق الجيوش وتعبئة العساكر كقائد حربي ومغامر [١] عسكري ،لاتلبث ان تجد فيه ما يبهرك من عجيب وصف الطاووس والخفاش والذرة النملة فيصفها دقيقا ويستوعب فيها من عجائب التكوين ، وغرائب التلوين ، وما أودع صانعها فيها من مزايا الفكرة ، وبدائع القدرة ، حتى يخيل لك من دقة الوصف أنه هو الذي أبدع تصويرها ؛ وقدّر مقاديرها وركّب أعضاءها ، وربط مفاصلها ، هو صانعها ومبدعها وصوّرها وقدّرها ، وشقّ سمعها وبصرها.

الامام الذي وضع الدنيا تحت قدميه ، وكانت ـ وهي العزيزة لغيره ـ احقر شيء لديه ، الامام الذي عرف حقيقتها وأعطاها حقها ، فقال : يا دنيا غرّي غيري قد طلّقتك ثلاثا لارجعة لى فيك يا صفراء ويا بيضاء، غرّي غيري ، الامام الذي لولا ضرب ماضيه ما اخضر للاسلام عود ، ولاقام له عمود ، بل لولاه لما استقام الوجود ولاعرف المعبود ، الامام الذي اليه تنتهى سلاسل الصوفية ، ومنه نشأت علوم العربية ، ومنه عرف حكماء الاسلام الاستدلال بالادلة العقلية ، الامام الذي قال للسائل وهو يخطب على المنبر ( عاد ثمنها تسعا ) [٢] ثم استمر في خطبته وهي


[١] اي مقاتل ذوبطش الذي لا يبالي بالموت.

[٢] اشارة الى الجواب الذي اجاب به الامام عليه‌السلامللسائل في المسألة المعروفة بالمنبرية ونقلها العامّة عن اميرالمؤمنين عليه‌السلامانه سأل عنه وهو على المنبر يخطب عن رجل مات وترك امرأة وابوين وابنتين كم

اسم الکتاب : جنّة المأوى المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 44
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست