قال الله سبحانه في محكم كتابه : وأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِ رَبَّها ووُضِعَ الْكِتابُ وَجِيءَ بَالنَّبِيِّينَ والشُّهَداءِ[١].
نعم في مثل هذا اليوم أو هذه الليلة أشرقت الأرض بنور ربّها وجيء بوارث النبيّين وجامع علوم الاولين والاخرين ، اما الشهداء وسيّد الصديقين ، واحتفالنا بانبثاق هذا النور الالهي في مثل هذا اليوم ليس كاحتفال الامم بيوم ولادة ملوكها وعظمائها وسلاطينها ورجال نهضتها ، بل احتفال بالنعمة العظمى والآية الكبرى والمثل الاعلى الذي تنزلت الأحدية به من عليا ملكوتها الشامخ وجبروتها الباذخ وقدسى تجردها الى عوالم الناسوت ، وتقمص المادة لتعود المادة روحا والجسد عقلا ، والموت حياة ، نحتفل بذكرى ولادة بحرالعلم والخضم الذي تدفق بنهج البلاغة وعهو نبع من ينابيعه ، وشرعة من مشاريعه ، ولا جائت العصور ولا انجلت الدهور عن كتاب بعد كتاب الله العظيم أنفع ولا أجمع ولا ألمع وأنصع منه في اقامة