responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جنّة المأوى المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 158

وجه الحكمة في غيبته وجه الحكمة في غيبات من تقدمه من حجج الله تعالى ذكره ان وجه الحكمة لاينكشف الا بعد ظهوره الى أن قال : يا ابن الفضل ان هذا الامر امر من الله وسرّ من سرّ الله وغيب من غيب الله ، ومتى علمنا أنه عزوجل حكيم صدقنا بان افعاله كلها حكمة وان كان وجهها غير منكشف لنا.

وقال عليه‌السلاملمهزم الاسدي يامهزم كذب الوقّاتون ؟ وهلك المستعجلون ونجى المسلمون الصابرون ، ولعله سلام الله عليه اشار بقوله : ان وجه الحكمة لا ينكشف الا بعد ظهوره الى انه بعد ظهوره ومشاهدة العجائب والايات الباهرة التي تكون معه ، والتي لم يقع نظيرها لنبيّ ولاوصي نبي مدة عمر الدهر ، هناك يعرف ان هذا الأمر العظيم يستحق ذلك التأخير وطول المدة وان يكون قريبا للساعة ، وفناء العالم وانقضاء دور من ادوار الكون وأكداره او لعل مراده بوجه الحكمة الذي ينكشف بظهوره هو الحكمة الغامضة ، والسرّ المخزون المكنون الذي استأثر الله به في علم الغيب عنده والا ففي تفاريق اخبارهم سلام الله عليهم قد أشاروا الى وجوه كثيرة من الحكمة في غيبته عليه‌السلام.

منها : أن دولته سلام الله عليه آخر الدول ولادولة بعدها لكفار ولاغير وانما بعده فتن [١] تتّصل بيوم القيامة. ولايقبل الجزية من أحد ، ويخرب البيع والكنائس ، ولا يبقى على وجه الارض صليبا ولا صنما ، ولا يقبل صلحا ولا هدنة وكيف يقبل الصلح من تعبّر جيوشه البحار باقدامهم ، وتهدم الحصون والقلاع بتكبيراتهم ، والحاصل كل شئونه وأحواله سلام الله عليه آيات باهرات وخوارق عادات ، ومثل هذا لايكون الاّ في آخر هذا العالم وفى نهاية الدور من السنوات الآلهية ، ولهذا الدور أمد وحدّ معين في علم الله ، والحكمة في غيبته انتظار انقاء هذا الدور حتى يخرج.


[١] ومن الحوادث رجعة جمع من المؤمنين وجمع من الكافرين الى الدنيا قبل يوم القيامة ونحن نعتقد بالرجعة على نحو الاجمال ، والايات والاخبار في اثباتها متضافرة والعقل لايدل على امتناعه.

اسم الکتاب : جنّة المأوى المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 158
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست