responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جنّة المأوى المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 156

أصول يبتني بعضها على بعض ، يبتدء من اثبات الحكيم بنعوته الجلالية وتنتهي الى وجوب وجود الامام في كل عصر. وأن الارض لاتخلو من حجة ؛ وأنها لولا وجود الحجة لساخت وانقلبت بمن فيها كما ورد في الحديث المروي من طرق الفريقين وهنا اسرار وأستار لا يمكن كشفها ورفع الحجب عنها.

أما السؤال عن الاسباب التي دعت الى غيبته ، فاللازم أولا أن يعرف السائل أن الانسان اذا عرف أن له خالقا لم يخلقه عبثا ولم يتركه سدى بل كلّفه بتكاليف يؤهّله بها للفوز والسعادة الابدية في دار أخرى هي دار القرار ودار الجزاء ، فاذا عرف ذلك جيداً وجب عليه ان يعرف التكاليف والاحكام التي أمره الله بها ، ويأخذها من الحجة عليه والسفير بينه وبين الله سبحانه.

ولايلزم عليه ان يعرف حكمة تلك الاحكام ، ومصالح تلك التكاليف وان كنا نعتقد على الاجمال ان جميعها مشتمل على اشرف الحكم والمصالح ولكن ليس كل العقول تستطيع الوصول الى تلك الاسرار الربوبية والحكم الالهية ، وهناك مراتب ومقامات حتى الانبياء والائمة عليهم‌السلام تقف دونها ولاتستطيع الوصول اليها ، فما ظنك بأمثالها ؟ ومهما اتسعت علوم البشر واكتشافاتهم عن اسرار الطبيعة ، ومكنونات الخليفة والحقيقة اتضح لهم ان نسبة معلومات جميع البشر من أول التاريخ الى اليوم نسبتها الى مجهولاتهم نسبة القطر الى البحر بل أقل بكثير.

قيل لأفلاطون [١] عند قرب موته. ما تقول في الدنيا ؟ قال ما أقول في دار جئتها


[١] نقل في بعض كتب المحدثين من الاخباريين : « ان عيسى عليه‌السلاملما دعى افلاطون الى التصديق بما جاء به اجاب بان عيسى الرسول الى ضعفاء العقول واما أنا وأمثالي فلسنا نحتاج في المعرفة الى ارسال الانبياء ».

وافلاطون عند الاطلاق هو افلاطون الفيلسوف « پلاطن » وهو ولد سنة : (٤٣٠) قبل الميلاد وتوفى سنة : (٣٤٨) او (٣٤٧) قبل الميلاد فكيف يمكن وقوع هذه القصة بينه وبين المسيح عليه‌السلام فلايمكن الركون الى تلك القصة الواهية ، واضف الى ذلك انه كيف يسوغ وجدان عاقل صدور هذا الكلام من

اسم الکتاب : جنّة المأوى المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 156
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست