responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جنّة المأوى المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 110

وأهون ما ينبذ في طريق الشرف والكرامة وسمو العقيدة ونبالة الذكر الخالد والمجد المؤبد ، وليست القضية قضية تقابل بين مزاج يعمل للاريحية والنخوة ومزاج يعمل للمنفعة الغنيمة ونزاع بين العقائد عراك بين الكفر والايمان. وحراب بين الشرك والتوحيد بل بين الدِّين والجهود ، والروح والمادة والفضيلة والرذيلة.

نعم الحروب التي كانت بين محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله وأبي سفيان في بدر وأحد والأحزاب سوى أن الاول ظفر بالثاني بالغالبية وفي محاربة الحسين عليه‌السلام ويزيد يوم الطّف ظفر الأول بالثاني بالمغلوبية فانعكست القضية هنا فصار المقتول هو القاتل والمغلوب هو الغالب ، المقتول غالب والقاتل مغلوب [١] نعم كان القراع والصراع على ذلك المبدء أولا وأخيراً ، ولولا نهضة الحسين عليه‌السلام وأصحابه يوم الطف لما قام للاسلام عمود ولا أخضر له عود ، ولأماته أبوسفيان وابناء معاوية ويزيد في مهده ، ولدفنوه من أول عهده في لحده. ولعل مراد القائل بالنخوة والحميّة هذه المعاني السّامية ولمّا ضاقت عليه العبارة رمز اليه بالاشارة ، وعلى كلّ فالمسلمون جميعا بل والاسلام من ساعة قيامه الى قيام الساعة رهين شكر للحسين عليه‌السلام وأصحابه [٢] على ذلك الموقف الذي أقل ما يقال فيه.

« لقد وقفوا في ذلك اليوم موقفا

الى الحشر لايزداد الا معاليا »


[١] قال الشيخ الاستاذ رحمه‌الله في بعض كلماته النّيرة : ان قضية الحسين عليه‌السلامغالبية في صورة المغلوبية.

[٢] الحق ان يقال : ان الدعوة النبوية كملت وبلغت الى حدكما لها بقضية الحسين عليه‌السلام وتضحيته.

اسم الکتاب : جنّة المأوى المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 110
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست