responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جنّة المأوى المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 109



١٦

موقف الحسين عليه‌السلام واصحابه يوم الطف

لقد وقفوا في ذلك اليوم موقفا

الى الحشر لايزداد الا معاليا

وذاك لأنّ موقفهم ذلك اليوم ماكان عملا من أعمال الأنام وحادثة غريبة من حوادث الايام بل كان عملا ربوبيا ، وطلسما الهيا.

نعم هي دروس الاهية ، وتعاليم روحية ، أملاها على جوامع الجبروت وصوامع الملكوت ، لأجيال الأبدية ، وأحقاب السرمدية ، وأعقاب البشرية اكبر أستاذ الهي ، وعملم ربوبي مع سبعين نفر من اهل بيته وخاصته ، خرّيجي جامعته ، ما فتح الدهر سمعه وبصره على مثيل لهم قط.

وقفوا ضحوة من النهار على تلال الطف فألقوا على الأملاك والأفلاك والأرض والسماء والأنس والجن دروساً طاشت لها الالباب ، وذهلت عندها البصائر ، ذاك لأن تلك الدروس ما كانت اقوالا وكلمات ؛ والفاظا وعبارات بل كانت أعمالاً جبّارة ، وتضحيات قهارة ، وعزائم ملتهبة ؛ خاضوا لجج غمرات البلاء شعلاً نارية بل نورية التمع منها في آفاق الأبدية سطور تسجّل احتقار هذه الحياة مهما كانت شهيّة بهيّة ، وتبرهن أنها مهما غلت وعزت فهي أرخص ما يبذل في سبيل المبدء ،

اسم الکتاب : جنّة المأوى المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 109
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست