responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : توضيح المراد المؤلف : الحسيني الطهراني، السيد هاشم    الجزء : 1  صفحة : 246

فيما الجماعة فيه من استفهام وافهام ساعة ثم فتح يده ونظر الثوب وموضع التفلة ساعة يقلبه ويتأمله ثم قال لبعض الحاضرين اقطع من هذه الشجرة نارنجة واحضرها وكان فى داره شجرة نارنج حاملة ففعل الرجل المأمور ذلك فلما احضر النارنجة قال للرجل الشاكى كل هذه فقال له ايها الحكيم متى كلته مت فقال ان اردت العافية فقد وصفتها لك فشرع الرجل واكل منها الى ان استنفدها فقال له امض وانظر ما يكون فى ليلتك فمضى الرجل ولما كان فى اليوم الثانى حضر وهو متألم فقال ما جرى لك قال ما نمت لكثرة ما نالنى من السعال فقال لاحد الجماعة احضر لى نارنجة من تلك الشجرة فاحضره اياها فقال للشاكى كلها أيضا فقال اذا اكلتها ما يبقى فى الموت شك فقال كلها فهى الدواء فاكل الرجل ومضى فلما كان فى اليوم الثالث جاء فسئله عن حاله فقال بتّ خير مبيت ولم اسعل فقال له برئت ولله الحمد واياك واكل النارنج بعدها ان تأكل بعدها نارنجة اخرى يحصل لك ما لا يرجى لك برئه وامره بما يستعمل فى المستقبل فلما قام من عنده سأله الجماعة عن السبب فقال اخذت تفلته فى الثوب الاطلس الاحمر واحميتها فى كفى ساعة ونظرت فيها هل بقى بعد ما تشرّبه الثوب مما تفل كالقشور والنخالة فلم اجده ولو وجدته دلنى على ان السعال قد قرح اما فى الرئة او فى الصدر وكلاهما صعب فلما لم اجد شيئا من ذلك علمت انه بلغم لزج زجاجى وقد لحج بقصبة الرئة وآلات التنفس فاردت جلائه من هناك وامرته بتناول النارنجة فلما عاد الى ووجد شدة علمت انها قد جلت وقطعت ما هناك ولم تستنفده فامرت بتناول الاخرى فجلت ما بقى فنهيته عن استعمال الاخرى لئلا يقرح الموضع بكثرة الجلاء فيقع فيما احترزنا منه فاستحسن الحاضرون ذلك من صناعته اللطيفة وكان الاطباء فى وقته يسألونه عن مسائل من الامراض فيجيب عنها بخطه فيسطرون ذلك عنه الى ان صار مؤلفا يتناقلونه بينهم وذكر ابن الزاغونى ان اسلام ابى البركات كان سببه انه كان فى صحبة السلطان محمود ببلاد الجبال وولى محمود ولاية العراق وكانت زوجته الخاتون بنت عمه سنجر وكان لها مكرما محبا معظما واتفق ان مرضت وماتت فجزع جزعا شديدا فلما عاين ابو البركات ذلك الجزع من محمود

اسم الکتاب : توضيح المراد المؤلف : الحسيني الطهراني، السيد هاشم    الجزء : 1  صفحة : 246
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست