responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تنزيه القران عن المطاعن المؤلف : عبد الجبّار، عماد الدين    الجزء : 1  صفحة : 358

يكون مع المتداعيين غيرهما وإنما وصفا بذلك من حيث تصورا بصورة الخصمين كيما ينبها داود 7. فان قيل كيف قال ( لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤالِ نَعْجَتِكَ إِلى نِعاجِهِ ) ولم يعلم صحة ما ادّعى. وجوابنا أنه لا بد من أن يكون في الكلام حذف فكأنه قال إن كنت صادقا فقد ظلمك وإلا فالمعلوم أنه لا ظالم هناك وقوله تعالى ( لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤالِ نَعْجَتِكَ إِلى نِعاجِهِ ) يدل على ان ذنب داود ليس إلا ما قلناه من أنه رغب في ضم هذه المخطوبة إلى نسائه على الوجه الذي ذكرناه وقوله تعالى ( فَغَفَرْنا لَهُ ذلِكَ ) من بعد يدل على ان الذي فعله كان في تلك الشريعة محرما ولو لا ذلك لجوزناه حلالا.

[ مسألة ] وربما قيل في قوله تعالى ( إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ ) ان ذلك يدل على ان تصرفه من خلق الله. وجوابنا أنه إنما يدل على فوض إليه هذه الأمور فأما ما يأتيه من تصرفه فهو فعله ولذلك صار مؤاخذا بذلك الصغير الذي فعله على غفلة ولذلك صح قوله ( فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوى ) لانه إن كان ما يحكم به من خلق الله فكيف يضاف ذلك الى الهوى وكيف يقول تعالى ( إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ ).

[ مسألة ] وربما قيل في قوله تعالى ( وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمانَ وَأَلْقَيْنا عَلى كُرْسِيِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنابَ ) كيف يصح ان يعزل عن النبوة ويصير على كرسيه بعض الشياطين على ما يروى في ذلك؟ وجوابنا ان الذي يروى في ذلك كذب عظيم والصحيح ما روي من أنه تفكر في كثرة نسائه ومماليكه فقال وقد آتاه الله من القوة إني لأطؤهن في ليلة واحدة فيحملن ويحصل لي من الاولاد العدد الكثير ففعل ولم تحبل الا واحدة وألقت جسدا غير كامل الخلقة فحمل ذلك الجسد الى كرسيه فنبهه عنده على ان الذي فعله من التمني كالذنب وانه قد كان من حقه ان ينقطع إلى الله تعالى فيما يرزق

اسم الکتاب : تنزيه القران عن المطاعن المؤلف : عبد الجبّار، عماد الدين    الجزء : 1  صفحة : 358
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست