responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تنزيه القران عن المطاعن المؤلف : عبد الجبّار، عماد الدين    الجزء : 1  صفحة : 357

سورة ص

[ مسألة ] وربما قيل في قوله تعالى ( وَهَلْ أَتاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرابَ إِذْ دَخَلُوا عَلى داوُدَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قالُوا لا تَخَفْ خَصْمانِ بَغى بَعْضُنا عَلى بَعْضٍ ) إن في هذه الآيات مطاعن منها تسورهم عليه وهم خصمان كيف يصح ومنها انه جمع بقوله تسوروا وثنّى بقوله خصمان وبقوله ( إِنَّ هذا أَخِي ) وبقوله ( لَقَدْ ظَلَمَكَ ) ومنها ان في الخبر ان ذلك ورد في قصة اوريا ورغبة داود في امرأة أوريا وانه 7 عرضه للقتل رغبة فيها إلى غير ذلك مما يذكره الجهّال. وجوابنا ان الصحيح إن كانت تلك المرأة التي رغب فيها قد صارت أيّما بلا زوج فخطبها وكان من قبل ذلك خطبها غيره فسكنت اليه ولم يفتش عن ذلك فصار ذلك ذنبا صغيرا وعلى هذا الوجه نهى صلّى الله عليه وسلم ان يخطب المرء على خطبة اخيه ويدل على ذلك قوله ( وَعَزَّنِي فِي الْخِطابِ ) فنبه بذلك على ما ذكرناه والذي يرويه من لا معرفة له بأحوال الانبياء صلّى الله عليهم وسلم لا معتبر به فالله تعالى لا يبعث إلا من هو منزّه عن هذه المعاصي حتى انهم لا يقدمون لا على كبيرة ولا على صغيرة يعرفونها قبيحة وإنما عاتبه الله تعالى ونبهه من حيث صار غافلا عن خطبة متقدمة كان يمكنه أن يفتش عنها فلا يقدم على الخطبة بعد تلك الخطبة. فأما التّسوّر فإنه غير قبيح من الملائكة في زمن الانبياء ليكون ما يؤدونه أقرب الى التحريك والتنبيه وأما التثنية والجمع فيجوز في اللغة في هذا المكان فان قوله خصمان يدل على اثنين وقد يذكر ذلك ويراد أكثر بأن

اسم الکتاب : تنزيه القران عن المطاعن المؤلف : عبد الجبّار، عماد الدين    الجزء : 1  صفحة : 357
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست