responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تعليقة القوچاني على كفاية الأصول المؤلف : القوچاني، علي    الجزء : 1  صفحة : 64

بل يكون وجوده فانيا في معناه نحو فناء المرآة في المرئي.

واخرى : يجري المعنى به ؛ وبعبارة اخرى : يكون وجوده بما هو لفظ عين تحقق المعنى به ، فيكون وجوده الاستقلالي وجودا حقيقيا للمعنى [ لا ] [١] لفظيا له.

بيانه : انّ طريق افادة المقاصد واظهارها على أنحاء : فتارة : يكون بالاشارة ؛ واخرى : يكون بالكتابة ؛ وثالثة : يكون باحساس الوجود العيني للمقصود بالنسبة الى المخاطب ، كما لو وضعت النار على يد الأعمى في مقام افادة حرارتها فانّه بمجرد الاحساس يفهم الحرارة ؛ ورابعة : باللفظ الموضوع ، غاية الامر تكون الدلالة بغير اللفظ والكتابة طبيعية أو عقلية ، وبهما وضعية ، فاذا أحسّ واقع المقصود باحدى الحواس كان [ من ] وجوه الافادة والاستفادة.

فليعلم : انّ المقصود والموضوع اذا كان من الالفاظ فالتلفظ به خارجا احساسه بالسمع ، فاذا صار محسوسا بالسمع فيحكم عليه بحكم من الاحكام اللفظية بلا توسيط حاك عنه ، وحينئذ فالقضية المعقولة مشتملة على ثلاثة أجزاء وكذا ما يطابقها من الوجود العيني ؛ وامّا اللفظ فهو خال عن الموضوع ، ولا بأس به ، حيث انّ المستحيل تركب القضية المعقولة من جزءين ، لا اللفظية كما هو واضح.

ثم انّ الصواب الجواب بهذا الوجه لا الوجه الاول ، لأنه لو اريد من اللفظ شخص نفسه على نحو الحكاية لزم النظر الى شيء واحد في آن واحد فانيا واستقلاليا ؛ وبعبارة اخرى : حرفيا واسميا ، وهو محال.

بيان اللزوم : انّ اللفظ حين استعماله في شيء يكون النظر اليه فانيا في


[١] في الاصل الحجري ( ولا ).

اسم الکتاب : تعليقة القوچاني على كفاية الأصول المؤلف : القوچاني، علي    الجزء : 1  صفحة : 64
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست