فللتوقّف في هذا الحكم مجال ؛ ممّا لا وجه له بحيث [١] يصدق موته في البئر.
ثمّ إن الوارد في الرواية وكلمات الأصحاب هو لفظ « الانسان » الشامل للذكر والأنثى والصغير والكبير ، والظاهر شموله للسقط إذا ولج [٢] فيه الروح.
ولو كان قبل ولوجه ففيه وجهان.
وظاهر إطلاقه يعمّ المسلم والكافر لكن في شمول الحكم لهما [٣] قولان ، فظاهر الأكثر عدم الفرق. وبه نصّ جماعة منهم الفاضلان والشهيد الثانى رحمهالله. وفي المدارك [٤] : أنه المشهور بين الأصحاب. وعن الروض إسناده الى الأصحاب.
وذهب الحلي رحمهالله إلى اختصاص الحكم بالمسلم ، وألحق الكافر بما لا نصّ فيه.
واختاره بعض محققي [٥] المتأخرين. وهو الأظهر ؛ إذ المفهوم من الرواية هو نزح السبعين باعتبار موت الإنسان.
والحاصل في الكافر جهة أخرى غير الموت ، وهي ممّا لا نص فيه. ألا ترى أنّ ظاهر لفظ « الانسان » يعمّ الطاهر والنجس مع أن ظاهرهم الإطلاق على اختصاصه بالأوّل ، فلو كان متنجّسا بالمني أو البول أو الدم أو غيرها جرى عندهم في الجميع ما ينزح لتلك النجاسات إلّا [٦] أن يقال بالتداخل ، فإذا قيل بذلك بالنظر إلى النجاسة العارضة فالقول به في النجاسة الأصليّة أولى ؛ حملا [٧] له على الشائع في محلّ صدور الرواية.
مضافا إلى أنّه لا يبعد انصراف الإنسان في المقام إلى المسلم ، ولا أقل من الشكّ في شموله لغيره ، فاستناد الأكثر إلى إطلاق الرواية ليس على ما ينبغي.
[١] لم ترد في ( ج ) : « بحيث يصدق موته في البئر ». [٢] في ( ألف ) : « دلج ». [٣] في ( ألف ) : « لها ». [٤] مدارك الأحكام ١ / ٧٥.[٥] في ( ألف ) : « محقق ». [٦] لم ترد في ( ج ) : « إلّا أن يقال بالتداخل ». [٧] لم ترد في ( ج ) : « حملا .. الرواية ».