اسم الکتاب : بناء المقالة الفاطميّة في نقض الرّسالة العثمانيّة المؤلف : ابن طاووس، السيد أحمد الجزء : 1 صفحة : 99
جانب أمير المؤمنين 7 من الممادح عند صدقته بالخاتم على ما رواه الخصم [١] وعند مناجاته على ما رواه المخالف [٢] وعند صدقته بأربعة
الأرض ، فانه سينفق عليك ماله حتى يخل عباءته في عنقه.
وانتم رويتم أيضا ان الله تعالى لما أنزل آية النجوى فقال : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً ذلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ ) الآية لم يعمل بها الاّ علي بن ابي طالب وحده ، مع اقراركم بفقره وقلة ذات يده ، وأبو بكر في الذي ذكرنا من السعة أمسك عن مناجاته ، فعاتب الله المؤمنين في ذلك فقال : ( أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتابَ اللهُ عَلَيْكُمْ ) فجعله سبحانه ذنبا يتوب عليهم منه. وهو امساكهم عن تقديم الصدقة ، فكيف سخت نفسه بانفاق اربعين ألفا وامسك عن مناجاة الرسول؟ وانما كان يحتاج الى اخراج درهمين.
واما ما ذكرتم من كثرة عياله ونفقته عليهم ، فليس في ذلك دليل على تفضيله لأن نفقته على عياله واجبة ، مع أن أرباب السير ذكروا انه لم يكن ينفق على ابيه شيئا وانه كان أجيرا لابن جدعان على مائدته يطرد عنها الذباب.
[١] تأتي الاشارة الى ذلك عما قريب ان شاء الله تعالى. [٢] روى ذلك ابن جرير الطبري في تفسيره : ٢٨ / ١٤ بسنده عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً ) قال : نهوا عن مناجاة النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلّم حتى يتصدقوا فلم يناجه احد الاّ علي بن ابي طالب 7 قدم دينارا صدقة تصدق به ثم انزلت الرخصة.
وذكر السيوطي في الدر المنثور في ذيل تفسير الآية المذكورة ، والمتقي أيضا في كنز العمال : ١ / ٢٦٨ والمحب الطبري في الرياض النضرة : ٢ / ٢٠٠ كلهم بسندهم عن علي 7 قال :
ان في كتاب الله لآية ما عمل بها احد قبلي ولا يعمل بها أحد بعدي ، آية النجوى ، ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً ) ، كان عندي دينار فبعته بعشرة دراهم ، فكنت كلما ناجيت النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم قدمت بين يدي درهما ، ثم نسخت فلم يعمل بها احد ، فنزلت : ( أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ ) ، الآية.
وذكر ايضا الزمخشري في الكشاف في تفسير الآية المذكورة :
انها نزلت بشأن علي 7 وساق الحديث وكذلك الواحدي ايضا في أسباب النزول : ص ٣٠٨.
وقد أورد جماعة كثيرة حديث المناجاة نذكر منهم : النسائي في الخصائص : ٥٦ والحاكم في
اسم الکتاب : بناء المقالة الفاطميّة في نقض الرّسالة العثمانيّة المؤلف : ابن طاووس، السيد أحمد الجزء : 1 صفحة : 99