وحفر الحفرة بالمكر لقولهم : « من حفر حفرة لأخيه وقع فيها».
قال تعالى : (وَلاَ يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ)[١].
والحاطب بالنمّام لقولهم لمن نمّ ووشي : « إنّه يحطب عليه» ، وفسّروا قوله : (حَمَّالَةَ الْحَطَبِ)[٢] بالنميمة. وطول اليد بصنائع المعروف لقولهم : « فلان أطول يداً من فلان ». ويعبّر الرقي بالحجارة ، والسهم بالقذف ، لقولهم : « رمى فلاناً بفاحشة ». قال الله تعالى : (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ)[٣]. وغسل اليد باليأس عمّا يؤمّل ، لقولهم : « غسلت يدي عنك ».
٤ ـ والتأويل بالأسامي ، كمن رأى من يسمّى راشداً يعبّر بالرشد ، وسالماً بالسلامة ، وروي عن أنس ، قال : « قال رسول الله صلىاللهعليهوآله: رأيت ذات ليلة فيما يرى النائم كأنّا في دار عقبة بن رافع ، فأتينا برطب ابن طاب ، فأوّلت الرفعة لنا في الدنيا ، والعاقبة في الآخرة ، وأنّ ديننا قد طاب ».
٥ ـ والتأويل بالمعنى ، كالاُترجّ يعبّر بالنفاق لمخالفة باطنه ظاهره ، إذا لم يكن في الرؤيا ما يدلّ على المال. وكالورد والنرجس بقلّة البقاء إن عدل به عمّا نسب إليه بسرعة ذهابه. والآس بالبقاء لأنّه يدوم.
٦ ـ التأويل بالضدّ ، فكما أنّ الخوف يعبّر بالأمن ، لقوله : (وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً)[٤] ، والأمن بالخوف ، والبكاء بالفرح ، إذا لم يكن معه رنّة ، والضحك بالحزن ، إلّا أن يكون تبسّماً ، والطاعون بالحرب ، والحرب