responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النبي ومستقبل الدعوة المؤلف : مروان خليفات    الجزء : 1  صفحة : 19

فيكم أربعة آلاف حديث ، أحرّم فيها الحلال وأحلل الحرام » [١].

ومع ملاحظة هذا الوضع في القرون الأولىٰ فكيف سيكون الوضع في القرون اللاحقة ؟

إنّ عدم كتابة السنّة يؤذن بضياعها وتحريفها مع مرور الزمن ، يقول ابن الصلاح : « ثمّ إنّه زال ذلك الخلاف ـ أي هل تكتب السنة أم لا ـ وأجمع المسلمون على تسويغ ذلك وإباحته ، ولولا تدوينه في الكتب لدرس في الأعصر الأخيرة » [٢].

أجل هذه هي النتيجة ، وهي توحي بأنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان قد أخطأ ـ والعياذ بالله ـ بتركه كتابة السنّة ، وبعد وفاته صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أدرك العلماء والأمراء خطورة هذا النهي فخالفوه وأباحوا كتابتها.

كتب عمر بن عبد العزيز إلىٰ عامله في المدينة أبي بكر محمد بن عمرو بن حزم : « أنظر ما كان من حديث رسول الله أو سنته فاكتبه فإني خفت دروس العلم وذهاب العلماء » [٣].

عجباً ، فعمر بن الخطاب يخاف من ضياع القرآن ، فيأمر أبا بكر بجمعه ، ويخاف عمر بن عبد العزيز من ضياع السنّة فيأمر بكتابتها ، فهل كان العمران أشدَّ حرصاً علىٰ الاسلام من نبي الرحمة صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟

لقد كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقرأ مستقبل الإسلام لصحابته وقد كُذب عليه في حياته وتنبأ بأنه ستكثر عليه الكذّابة ، فقال : « من تعمّد عليّ كذباً فليتبوّأ


[١]) « لسان الميزان » ٤ / ٤٣١.

[٢] « مقدمة ابن الصلاح » ٣٠٢.

[٣]) « تدريب الراوي » ١ / ٤٠.

اسم الکتاب : النبي ومستقبل الدعوة المؤلف : مروان خليفات    الجزء : 1  صفحة : 19
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست