responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النبي ومستقبل الدعوة المؤلف : مروان خليفات    الجزء : 1  صفحة : 18

جيل ، وقد يثور خلاف بين العلماء حول سور القرآن ، بعد فقدان الذوق الأدبي لدىٰ الكثير منهم وعدم الادراك الحقيقي لإعجاز القرآن البياني.

وهكذا سيكون مصير السنّة النبوية التي تبيّن مجمل القرآن وتخصّص عامه وتقيّد مطلقه ، بل إنّ أمر السنّة في هذه النظرية أخطر من القرآن ، فالنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في تصوّرهم لم يكتفِ بعدم كتابة السنة بل نهىٰ ـ علىٰ رأي البعض منهم ـ عن تدوينها ، وعلىٰ هذا فإنّ تخطيط النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم المستقبلي هو أن تروىٰ السنّة مشافهةً ولا تكتب ، ولا يمكن تصوّر هذا ، فإذا تصوّرناه في جيل التابعين وتابعي التابعين والجيل الذي بعدهم ... فكيف نتصوره الآن ؟ عمّن نأخذ السنة ؟ كم سيبلغ طول السند ؟ هل سيتصل السند بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خلال هذه القرون الأربعة عشر أم لا ؟ كيف سيتم الوثوق بهذا العدد الهائل من الرواة ؟ وأيُّ كتاب سيتكفّل ببيان أحوالهم لنعرف صدقهم من كذبهم ؟ ...

وقد تأتي بعدنا أجيال وأجيال وتتضاعف المسافة بينهم وبين النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وهنا ألا تزداد المشكلة تعقيداً علىٰ تعقيد ؟! ومن المعلوم أنّ أنهار الوضع في الحديث النبوي قد فاضت في القرنين الأولين ، ولقد وصف الدارقطني هذه الحالة الرهيبة بقوله : « إنّ الحديث الصحيح في الحديث الكذب كالشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود » !!

وقال حماد بن زيد : « وضعت الزنادقة علىٰ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أربعة عشر ألف حديث ».

وحين أُخذ ابن أبي العوجاء الزنديق ليُضرب عنقه قال : « لقد وضعت

اسم الکتاب : النبي ومستقبل الدعوة المؤلف : مروان خليفات    الجزء : 1  صفحة : 18
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست