responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفوائد المليّة لشرح الرسالة النفليّة المؤلف : الشهيد الثاني    الجزء : 1  صفحة : 285

بني إسرائيل » [١] ، فإنّ العلماء لا يشبهون الأنبياء إلّا على الوجه الذي ذكرناه ، وقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « العلماء ورثة الأنبياء » [٢] ، فإنّ الأنبياء لم يورّثوا مجرّد الرسم ، وغير من ذكر من العلماء لا تعلّق لهم بوراثة الأنبياء ، بل هم إلى خلافة أضدادهم أشبه وإليهم أميل.

وأوضح دلالة في ذلك قوله تعالى ( إِنَّما يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ ) [٣] حصر الخشية فيهم على وجه العموم ، وهو يدلّ على أنّ العلم الذي لا يوجب القرب إلى الله تعالى والخشية منه لا يكون علما على الحقيقة ، وظاهر أنّ مطلق العلم لا يوجب ذلك ، إنّما يوجبه ما ذكرناه ، بل القسم الأخير منه ، وأمّا ما قبله فهو من شرائطه ومقدّماته.

والمراد بالقرشي المنسوب إلى النضر بن كنانة بن خزيمة جدّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، والسادة الأشراف أجلّ هذه الطائفة ، والعربي المنسوب إلى العرب يقابل العجمي ، المنسوب إلى غير العرب مطلقا ، والمولى يطلق على معان كثيرة ، والمراد منها هنا : غير العربي بقرينة ما قبله.

وكثيرا ما يطلق المولى على غير العربي وإن كان حرّ الأصل ويقال : فلان عربي وفلان من الموالي.

وعليه حمل أيضا قول الشاطبي [٤] في وصفه أئمّة القراءة : إنّ أبا عمرو ابن عامر عربيّان وباقيهم موالي.

وما أحسن ما جمع المصنّف في هذه الأحاديث من الترهيب من تركها أوّلا ثمّ الترغيب فيها ثانيا كما هو اللائق بالمقام.

( ويعتبر إيمان الإمام ) والمراد به هنا : الإيمان الخاصّ ، وهو كونه ـ مع إسلامه وإيمانه


[١] « عوالي اللآلي » ٤ : ٧٧ ـ ٦٧.

[٢] « الكافي » ١ : ٣٢ باب صفة العلم وفضله ، ح ٢.

[٣] « فاطر » ٣٥ : ٢٨.

[٤] في قصيدته اللاميّة في « حرز الأماني ووجه التهاني » ١٩ ، قال :

أبو عمرهم واليحصبيّ ابن عامر

صريح وباقيهم أحاط به الولاء

اسم الکتاب : الفوائد المليّة لشرح الرسالة النفليّة المؤلف : الشهيد الثاني    الجزء : 1  صفحة : 285
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست