اسم الکتاب : الفوائد المشوّق إلى علوم القرآن وعلم البيان المؤلف : ابن قيّم الجوزية الجزء : 1 صفحة : 38
القسم الثامن
في التجوز بوصف الكل بصفة البعض وهو أربعة أقسام
الأول : من ذلك قوله تعالى : ( إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ ) والوجل الخوف ومحله القلب ويدل عليه قوله تعالى : ( وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ ).
الثاني : قوله تعالى : ( لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِراراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً ) والرعب انما يملأ القلوب فنسب إلى الأجساد ووصف القلوب بالامتلاء مجاز أيضا.
الثالث : قولك زيد عالم وجاهل وراغب وخائف وآمن ومتفكر وشاك ومتذكر وعاقل ولين وقاس وقانع فهذه كلها من أوصاف القلوب ، وقد وصفت بها الجملة.
الرابع : قوله تعالى : ( كِتابٌ فُصِّلَتْ آياتُهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ بَشِيراً وَنَذِيراً ) وصف القرآن بالبشارة والنذارة وكلاهما بعض من أبعاضه لاشتماله على الأمر والنهي ، والحدود والحلال والحرام وسائر الأحكام ونسبة البشارة والنذارة إليه مجازية أيضا.
اسم الکتاب : الفوائد المشوّق إلى علوم القرآن وعلم البيان المؤلف : ابن قيّم الجوزية الجزء : 1 صفحة : 38